الرباط (رويترز) – اعلنت ثمانية أحزاب مغربية مختلفة الاتجاهات يوم الاربعاء عن تأسيس “تحالف من أجل الديموقراطية” قبل أسابيع من موعد الانتخابات التشريعة المبكرة المقررة في 25 نوفمبر تشرين الثاني المقبل. وأعلن زعماء أحزاب ذات اتجاهات ليبرالية واشتراكية واسلامية اليوم في الرباط عن تأسيس التحالف من أجل “بلورة عرض سياسي يرتكز على برنامج واضح المعالم.. مما يسهل على الناخبين مهمة التمييز ووضوح عناصر التعاقد السياسي المطروح أمام ارادتهم الحرة في الاختيار.” وقال صلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للاحرار وهو حزب ليبرالي مشارك في الحكومة ان هذا التحالف “مفتوح وقابل للتعزيز والاغناء وليس موجها ضد أي حزب اخر.” ويرى مراقبون أن تشكيل هذا التحالف في هذا الوقت جاء ليسد الطريق أمام حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الاسلامي الذي يرشحه بعض المراقبين لتحقيق نتائج جيدة في الانتخابات التشريعية المقبلة. وقال منار السليمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط لرويترز “ليس جميع التحالفات موجهة ضد حزب العدالة والتنمية.” وأضاف لرويترز عبر الهاتف “لاحطنا أن أحزاب صغيرة تحس بمخاطر القوانين الانتخابية الجديدة كمسألة العتبة (نسبة الاصوات اللازمة لدخول البرلمان) والتقطيع الانتخابي (تقسيم الدوائر).” وقال زعماء الاحزاب الثمانية يوم الاربعاء ان “التحالف مفتوح على أحزاب أخرى وقابل للتعزيز والاغناء بمساهمات أخرى.” وقال أمحند العنصر رئيس حزب الحركة الشعبية (حزب وسط مشارك في الحكومة) “هذا التحالف ليس موجها ضد أحد انه تحالف من أجل شيء وليس ضد شيء.” وأضاف “هذه الفترة التي نعيشها هي الفترة التي نريدها انطلاقة حقيقية نحو تطبيق الديموقراطية..نريد أن نؤسس للديموقراطية الفعلية.” يأتي هذا التحالف بعد التعديلات الدستورية التي أجراها العاهل المغربي محمد السادس في يوليو تموز الماضي بضغط من الشارع المغربي الذي تأثر بالانتفاضات التي تجتاح المنطقة العربية والتي أطاحت بنظامي الرئيسين زين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر. ونص الدستور الجديد على اعطاء دور أكبر للوزير الاول وتقليص سلطات الملك.