يعرف سن اليأس بأنه انقطاع فترة الطمث لمدة 12 شهرا حيث يبدأ الإحساس بسن اليأس مع حدوث اضطرابات في مواعيد وطول دورة الطمث الأمر الذي ينتهي بإنقطاع فترة الحيض بشكل نهائي، ويشار في هذه الحالة إلي Perimenopause الذي يعني الفترة السابقة ل”بدء سن اليأس”، وكثيرا ما يستخدم للإشارة إلى الفترة الانتقالية التي تلي انقطاع الطمث، كما أنه ليس مصطلحا طبيا رسميا، ولكنه يستخدم أحيانا لشرح بعض جوانب انقطاع الطمث التي تحدث خلال المرحلة الانتقالية أما الحالة التي تليه فتعرف ب Postmenopause أي الفترة التي تعقب انقطاع الطمث بشكل كامل. يعرف سن اليأس بأنه ذلك الوقت العصيب من حياة المرأة الذي تتوقف عنده وظيفة المبيض، والمبيض هو (غدة تناسلية عندالإناث) حيث إن هناك مبيض على كل جانب من الرحم والمبيض هو عبارة عن جسم في حجم ثمرة اللوز وتقوم المبايض بإنتاج البيض (البويضات) والهرمونات الأنثوية مثل هرمون الاستروجين وخلال دورة الطمث الشهرية تخرج البويضة من المبيض من خلال قناة فالوب إلى الرحم. وتعتبر المبايض هي المصدر الرئيسي للهرمونات الأنثوية، التي تتحكم في تنمية خصائص الجسد الأنثوي مثل الثديين، وشكل الجسم، والجسم والشعر، وتقوم الهرمونات أيضا بتنظيم الدورة الشهرية والحمل، كما تنتج الاستروجين الذي يقوم أيضا بحماية العظام، لذلك يمكن للمرأة أن تصاب بمرض هشاشة العظام (ترقق العظام) في وقت لاحق من حياتها عندما لا تستطيع المبايض إنتاج الاستروجين بصورة كافية. متى يكون سن اليأس؟ تبلغ النساء سن اليأس بشكل عام عندما يقتربن من 51 سنة ولكن لا توجد طريقة للتنبؤ بمتي تدخل المرأة بشكل دقيق في سن اليأس، ولكن معظم النساء اللواتي يبلغن سن اليأس تتراوح أعمارهن بين 45 و 55 عاما، وقد يحدث انقطاع الطمث في وقت سابق عند 30 أو 40 سنة لدي بعض النساء في بعض الأحيان. ما الذي يؤثر على ظروف توقيت انقطاع الطمث؟ يمكن لبعض الحالات الطبية والجراحية أن تؤثر على توقيت انقطاع الطمث وهي: جراحة إزالة المبايض: إن الاستئصال الجراحي للمبايض (oophorectomy) يعجل من سن اليأس على الفور ولا تحدث في هذه الحالة العادة الشهرية المبكرة بعد الجراحة، وبالتالي تبدأ علامات وأعراض سن اليأس في الظهور بشكل سريع. وغالبا ما تتم إزالة المبيضين عند إزالة الرحم (استئصال الرحم) و إذا تم تنفيذ عملية استئصال الرحم دون إزالة كلا المبيضين في امرأة لم تبلغ بعد سن اليأس، فإن المبيض أو المبيضين المتبقيين سيظلان قادرين على إنتاج الهرمونات الطبيعة، في حين أن المرأة لا يمكن أن تحيض بعد إزالة الرحم أو استئصال الرحم علي الرغم من استمرار المبيض في إنتاج الهرمونات وقد تتم وظيفة إنتاج الهرمونات هذه بشكل طبيعي حتى بعد انقطاع الطمث، وفي الوقت نفسه يمكن لأي سيدة أن تعاني من علامات وأعراض سن اليأس في أي وقت عادي وذلك عندما تواجه الأعراض الأخرى لانقطاع الطمث مثل الهبات الساخنة وتقلب المزاج وقد لا تعاني النساء من سن اليأس إلا بعد سنة أو اثنتين من استئصال أو إزالة الرحم. السرطان والعلاج الإشعاعي: يؤثر السرطان والعلاج المستخدم فيه أيضا في سن اليأس تبعا لنوع وموقع مرض السرطان وعلاجه، وهذه الأنواع من علاج السرطان (العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي) يمكن أن تؤدي إلى انقطاع الطمث إذا ما أعطيت للمرأة خاصة في المبيض وفي هذه الحالة تبدأ أعراض سن اليأس في الظهورأثناء علاج السرطان، أو قد تتطور في الأشهر التالية من العلاج. الفشل المبكر للمبيض: ويعرف الفشل المبكر للمبيض بحدوث انقطاع الطمث قبل سن 40 سنة، وتحدث هذه الحالة في حوالي 1% من جميع النساء، أما سبب فشل المبيض المبكر فليس مفهوما تماما، ولكنه قد يكون ذو صلة بأمراض المناعة الذاتية أو الموروثة (الجينية). ما هي أعراض سن اليأس؟ من المهم أن نوضح أن تجربة كل امرأة تختلف علي المستوي الفردي، فبعض النساء قد يكن ذوات خبرة قليلة أو لا تكون لديهن معرفة كافية بأعراض سن اليأس، في حين أن أخريات قد يكون لديهن خبرة متعددة للأعراض الجسدية والنفسية وتختلف مدى وشدة الأعراض بشكل كبير بين النساء ونناقش أعراض انقطاع الطمث بالتفصيل فيما يلي. النزيف المهبلي غير المنتظم: النزيف المهبلي غير النظامي أو المنتظم يحدث أثناء انقطاع الطمث، وقد يكون لبعض النساء مشاكل في الحد الأدنى من النزيف الغير طبيعي الذي يسبق العادة الشهرية وتحدث هذه الحالة علي فترات متباعدة وترتبط أيضا اضطرابات الطمث التي تبدأ في في وقت مبكر بانخفاض في معدلات الخصوبة وما يسمي بالإباضة. الشعور بالسخونة: الشعور بالسخونة هو شعور بالدفء الذي يلاحظ انتشاره على الجسم وغالبا ما تكون السخونة أكثر وضوحا في الرأس والصدر، وعادة ما تكون نتيجة لمزيج من التقلبات الهرمونية والكيميائية الحيوية الناجمة عن انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، ويرافق السخونة في بعض الأحيان عرق ليلي بشكل مفرط. الأعراض المهبلية: أعراض المهبل تحدث نتيجة هشاشة أنسجة بطانة المهبل وكذلك لكونها تصبح جافة تماما وأقل مرونة مع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، وقد تشمل أعراض جفاف المهبل وجود حكة، أو التهاب أو ألم عند ممارسة العلاقة الجنسية الحميمة، ويؤدي جفاف المهبل إلى زيادة خطر العدوى المهبلية. الأعراض البولية: تعاني بطانة مجرى البول (أنبوب النقل من المثانة لتصريف البول خارج الجسم) أيضا من تغييرات مماثلة لأنسجة المهبل، وتصبح أكثر جفافا، أرق وأقل مرونة مع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر التهاب المسالك البولية، والشعور بالحاجة إلى التبول بشكل متكرر كثيرا، أو تسرب البول المعروف بسلس البول، ويمكن أن ينجم عن سلس البول ما يسمي بنحت قوي ومفاجئ أثناء التبول، أو حدوث توتر عند السعال، أو الضحك، أو رفع أشياء ثقيلة. الأعراض المعروفة: وتشمل التعب والإرهاق، ومشاكل في الذاكرة، والتهيج، والتغيرات السريعة في المزاج، ومن الصعب أن نشير إلي جميع الأعراض التي تسبب الانقطاع المبكر للطمث. تغيرات أخرى: مثل الزيادة في الوزن نتيجة توزيع الدهون في الجسم في منطقة الخصر والبطن عما عليه في الوركين والفخذين، والتغيرات في نسيج الجلد، بما في ذلك التجاعيد. من مضاعفات وآثار انقطاع الطمث”هشاشة العظام”: ترقق العظام هو تدهور كمية ونوعية العظام، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالكسور، أما كثافة العظام (كثافة العظام المعدنية) فعادة ما تبدأ في الانخفاض لدى المرأة خلال العقد الرابع من العمر. ومع ذلك، فإن تسارع هذا الانخفاض طبيعي في كثافة العظام خلال الفترة الانتقالية بعد انقطاع الطمث، ونتيجة للتغيرات الهرمونية والفترة الانتقالية لانقطاع الطمث تحدث هشاشة العظام.