رغم وزن الحدث وقوته الدبلوماسية والسياسية وأثره على العلاقة الثنائية المغربية الألمانية، فإن الصحافة الألمانية لم تعطه ما يلزم من القيمة الإعلامية والإخبارية، باستثناء منبر أو منبرين، كالقناة « NTV»، ومنبر «فيلت» «welt»، وحسب مصادر من ألمانيا، إنه المنبر الذي تناول الحدث من خلال قصاصة خبرية، تحدث فيه عن قرار يقضي بتعليق كل أشكال التواصل مع السفارة الألمانية في المغرب وهيئات ومنظمات التعاون التابعة لها. وأكد المنبر الألماني «فيلت» حسب مصادر عليمة، أن وزير الدولة في الخارجية الألمانية، دعا السفيرة المغربية في برلين، الثلاثاء 2 مارس 2021، إلى لقاء لإجراء مناقشة عاجلة وشرح ما جرى من أجل وقف سوء الفهم. وأضاف المنبر أن اللقاء بين الوزير الألماني وسفيرة المغرب، كان أخويا وأن ألمانيا حاولت احتواء الموقف من خلال هذا اللقاء. القناة الألمانية NTV، أوردت بأن وزارة الخارجية الألمانية، تعتبر قطع المغرب لعلاقاته مع سفارة ألمانيا في الرباط، قرار ما يزال غير واضح، و بأن الحكومة الألمانية لا ترى أي سبب يعرقل العلاقات الدبلوماسية الطيبة مع المغرب. وقالت الخارجية الألمانية يوم الخميس 04 مارس: أن "ألمانيا والمغرب يتعاونان معا بشكل وثيق في العديد من المجالات منذ عقود. ومن وجهة نظرنا هذا التعاون لا يزال في مصلحة الطرفين". وختمت في هذا الصدد، لم يتغير شيء في السياسة الألمانية تجاه المغرب". مصادر متطابقة أوضحت أن أسباب اتخاذ المغرب لهذا القرار راجعة بالأساس إلى الشكوك التي حامت حول أداء السفارة الألمانية، مؤكدة أن وسائل إعلام دولية عنونت تقاريرها الصحفية حول الحدث ب «سفارة ألمانيا بالمغرب تحت المجهر». وأضافت أن منابر إعلامية أوربية من خارج ألمانيا، قالت إن السفارة الألمانية بالمغرب تجاوزت مهامها الدبلوماسية، وتجلى ذلك في عملها وفي علاقاتها بالمنظمات والهيئات والجمعيات، في حين علاقة دولة ألمانيا بالمغرب على أحسن ما يرام، وتتميز بالتعاون على أكثر من مستوى، خاصة فيما يتعلق بالبيئة والمناخ والطاقة والبحث العلمي، كما تعتبر ألمانيا من بين الدول الأولى التي وقفت إلى جانب المغرب فيما يتعلق بمواجهة الجائحة. وكان مضمون مراسلة منسوبة إلى وزير الخارجية والتعاون ناصر بوريطة جرى تسريبها قبل يومين على أن المغرب قرر تعليق علاقاته واتصالاته الدبلوماسية مع السفارة الألمانية بالرباط. هذه المراسلة دعت القطاعات الحكومية الوزارية المغربية إلى وقف أي اتصال أو تعاون مع السفارة الألمانية، وكذلك منظمات التعاون والمؤسسات السياسية الألمانية، التي لها علاقة بالسفارة، وعزت القرار المفاجئ إلى ما وصفته بسوء التفاهم العميق مع ألمانيا في قضايا أساسية تهم المملكة المغربية دون أن توضح نوع القضايا التي استبدت فجأة بسماء العلاقات الثنائية بين الرباطوبرلين.