غابت ثلاث دول يربطها التاريخ والجغرافيا والمصالح بملف الصحراء عن المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يوم الجمعة 15 يناير 2020، الذي عرف حضور 40 دولة من مختلف القارات، منها 27 ممثلة على المستوى الوزاري، أبرزها فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية إضافة إلى دول قطر السعودية والإمارات. ولم تشارك موريتانيا الجارة الجنوبية التي تربط صحراؤها بصحراء المغرب والجزائر التي تقيم جبهة البوليساريو على أرضها وتحت ظل جنرالاتها وكذلك إسبانيا التي تملكها الارتباك وأظهرت تصريحات وزراء توجس مدريد من الاعتراف الأمريكي وتشييد قنصلية في الداخلة. في هذا المؤتمر قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن القضية الوطنية دخلت "منعطفا مهما" سيستمر وفق محددات وأهداف واضحة تتمثل في أنه لا حل خارج مبادرة الحكم الذاتي ولا وسيلة غير المفاوضات ولا قيادة غير قيادة الأممالمتحدة، ثم قال عن الثلاثي الغائب إنه :"لا مسلسل بدون حضور كل الفاعلين الحقيقيين بمن فيهم الجزائر". بوريطة، سجل خلال المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية أن القضية الوطنية شهدت تطورات مهمة خلال الشهور الأخيرة بفضل رؤية الملك محمد السادس، سواء من خلال فتح مجموعة من القنصليات في الداخلة والعيون أو من خلال الاتصال بين الملك والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي تضمن مجموعة من الإعلانات أهمها الاعترف الأمريكي بسيادة المغرب الكاملة على الأقاليم الجنوبية وفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة، ودعم مقترح الحكم الذاتي كأساس وحيد للحل النهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء. وأبرز الوزير خلال هذا المؤتمر، الذي ترأسه إلى جانب مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، أن المغرب انتقل، بفضل التحركات المباشرة للملك، من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير في محددات هذا الملف، مضيفا أن المسار انطلق ليكون هناك إجماع دولي على أن لا حل لهذه القضية إلا في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. ولفت بوريطة إلى أن الموقف الأمريكي القاضي باعتراف واشنطن بسيادة المغرب الكاملة على الأقاليم الجنوبية يأتي في سياق دولي يتميز بالتعبير عن مواقف دولية ومن خلال فتح قنصليات، ويستمد أهميته من كونه صادرا عن دولة عضو في مجلس الأمن وقوة فاعلة، مشيرا إلى حضور عضو دائم آخر في المؤتمر للتعبير عن هذا الدعم. واعتبر بوريطة أن الموقف الأمريكي يمثل دفعة قوية للمسلسل الأممي، بحيث لا يبقى المسار السياسي غاية في حد ذاته وإنما يكون له معنى وهدف وهو الوصول إلى حل في إطار السيادة المغربية.