تناسلت الكثير من علامات الاستفهام تجاه رد فعل روسيا حول إعلان الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته دونالد ترامب، باعتراف الولاياتالمتحدة بمغربية الصحراء، معتبرة أن ذلك يتعارض مع القانون الدولي. موقف روسيا تجاه الاعتراف الأمريكي، بمغربية الصحراء، حسب متتبعين، يرونهم غير مفاجئ وليس بجديد، لعدة اعتبارات أولها خوف موسكو من فقدان الجزائر كأول مورد للسلاح والعتاد العسكري الروسي في إفريقيا، وثانيا غضبها من قيادة المغرب لمشروع ضخم لنقل الغاز النيجيري عبر صحراء المملكة باتجاه القارة الأوروبية، وهو ما يشكل تهديداً للغاز الروسي الذي تستعمله موسكو ورقة ضغط تجاه أوروبا في كل توتر يحدث. وسيساهم الاعتراف الأمريكي، بسيادة المغرب على صحرائه، في الحد من النفوذ الروسي، وتعزيز الحضور الأمريكي في أفريقيا، عبر بوابة المملكة، وذلك ما يمكن أن نستنتجه من تصريح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، من كون القرار الأمريكي بالاعتراف بمغربية الصحراء "لا يحترم قرارات مجلس الأمن الدولي التي وافق عليها الأميركيون أنفسهم". وكل المؤشرات تحيل اليوم أن المغرب أصبح يكسب الرهان على الأرض في ملف الصحراء محققا فتوحات دبلوماسية كانت تظهر إلى عهد قريب أنها أضغاث أحلام، خاصة و أن المنتظم الدولي أصبح واعيا أكثر من أي وقت مضى بضرورة إيجاد حل نهائي للنزاع الذي افتعلته ليبيا القذافي و جزائر بومدين في عز الحرب الباردة، في إطار الصراع الذي عرفته سبعينيات القرن الماضي بين معسكر الشرق الذين كانت تقوده روسيا و يضم الجزائر و ليبيا و معسكر الغرب الذي كانت تقوده أمريكا اختار مغرب الحسن الثاني أن يكون محسوبا عليه. وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أصدر مرسوما رئاسيا، يقضي باعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية. وكتجسيد لهذه الخطوة السيادية الهامة، قررت الولاياتالمتحدة فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة أقاليمنا الجنوبية.