لا يخلو مجتمع مركب من صراعات وسوء فهم للسلوكات وتحريف معانيها وغاياتها وأحيانا رفض القيام بالواجب او تطبيق القانون ، ومن هذه الوضعية المعقدة تنطلق النعرات بسهولة وبسرعة تنشب الحرب الإلكترونية حيث يمرر اصحابها رسائلهم المسمومة الى الرأي العام والهدف هو التضليل والمساس بأمن المجتمع واستهداف اسمرار عمل المؤسسات والالتزام بمواجهة تحديات المرحلة . ان المعلومات التي انتشرت على اليوتوب ومواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك من طرف شخص ودع المغرب طالبا اللجوء السياسي ويقطن ببلجيكا و رغم ذلك ما يزال يبحث عن كل السبل للانتقام من البلاد ورجالاته . ان قوله ان هناك اطر في الادارة الأمنية متورطة في قضايا منها العقار و اباطرة المخدرات …، وتقديم معلومات شفاهية من غير دليل مادي تبقى مجرد إشاعة، القصد منها حصد اكبر عدد من المشاهدين على اليوتوب، ومعلوم ان اليوتوب اصبح مشروعا تجاريا يؤدى عنه كلما ارتفع عدد المتصفحين والمشاهدين . والتشهير بالكبار هو اختيار موفق لأنه يحدد عملية البحث بعناية عن الكيفية التي يتم بها الحصول على اكبر عدد ممكن من المشاهدين على قناة اليوتوب اما اذا كان المشهر بهم مواطنين عاديين فلن يحقق شهرة بل سينعكس بالسلب على الذي يشيع الخبر الزائف . ومن باب النقد والنصح للصفة العليلة التي يتمتع بها الذي ودع وطنه عن اقتناع وبقرار شخصي دون ان يبعد او ينفى بقرار من سلطات الدولة. ، فان الحسن الثاني رحمه الله قال لأمثالك ان الوطن غفور رحيم لأمثالك وكل من ندم على ما قام به في حق. وطنه، وان العودة من اخل التواصل مع المواطنين وهو ليس منهم بقرار شخصي، مسألة مرفوضة . وتوجد لدى المغاربة جرائد ورقية وإلكترونية أصحابها مناضلين ومتابعين للشأن العام بالإضافة الى ان المتضررين من جميع السلوكات التي قد يقترفها المسؤولين المغاربة يتقدمون بشأنها بشكايات رسمية فتأخذ مسارها بشكل عادي، والكل يعلم انه بمجرد ان يغرد مواطن على الفايسبوك بشأن امر يهم إدارة الأمن الوطني فان المسؤولين المركزيين يصدرون الأوامر ويتصدون في الحين بالمعالجة او بالتوضيح وإحاطة الرأي العام بالأمر. ونقول للخونة لا عليكم فالأمر لن يكون كما تتمنون ، بل يخزي الله الماكرين ، نعم لدينا بعض المواطنين وبعض المسؤولين فاسدين. لكن الرسائل اذا وصلت للمسؤولين الكبار يفتح تحقيق فوري . نعم لدينا مشاكل مرتبطة بالعقار لكن أصحابها مواطنون بدرجة أولى والمسؤولية تنتهي عند القضاء. ولا يمكن للأطر الأمنية ان تكون من وراء سرقة أراضي الغير ، اما المخدرات فقد انتهى امرها مع إدارة الحموشي والخيام ولم يبقى منها الا المغامرات المميتة وفي الوقت الذي يظن صاحب الفيديو انه قدم خدمة فهو واهم بل انه اقحم نفسه في موضوع مرتبط بالتفاهات وربما ان الأمر يتعلق بصراع مع شخص غير شجاع لاثارة المشكل الحقيقي. وعليه لا ينسى ان الفاسق ان جاء بنبإ فعليه أن يتبين لكي لا يصيب قوم بجهالة ويصبح على ما فعل نادما.