وجَدت دراسة حديثة أن تناول فاكهة الكيوي ساعَد في تحسين الحالة المزاجية خلال أيام قليلة لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات الفيتامين سي. يساعد اتباع نظام غذائي صحي في دعم نوعية الحياة، لكن الباحثين وخبراء التغذية ما زالوا يسعون إلى فهم الآليات التي تحرّك العلاقة بين الطعام والمزاج. بحثَت دراسة حديثة نُشرت في المجلة البريطانية للتغذية عن العلاقة بين الكيوي والصحة النفسية، وكيفية تأثير الكيوي والفيتامين C على الحالة المزاجية، ومدى سرعة تحسن مزاج المشاركين. وأظهرت النتائج أن تناول فاكهة الكيوي يحسّن المزاج بعد 4 أيام، وكان التأثير على الحيوية والمزاج أقوى قليلاً مقارنة بالمشاركين في الدراسة الذين تناولوا مكملات الفيتامين سي. كما تشير النتائج إلى تأثيرات الفيتامين C على الصحة العقلية، وأن مصادر الغذاء الكاملة قد تكون أفضل طريقة للحصول على هذه المغذيات. قد تُساعد فاكهة الكيوي في وظائف الجهاز الهضمي وتحسين مستويات السكر في الدم والدهون، كما أنها تحتوي على الألياف والبوتاسيوم والفيتامين E، ومستويات عالية إلى حد ما من الفيتامين C، الذي يُعَد من العناصر الغذائية المهمة التي تساعد في وظيفة الجهاز المناعي والتئام الجروح. وبالنسبة للدراسة الحالية، افترض الباحثون أن الفيتامين C يمكن أن يلعب دوراً مهماً في الحالة المزاجية ووظيفة الدماغ الصحية، وقد كان لدى الباحثين فضول حول كيفية تأثير تناول الفاكهة على الصحة العقلية على مدى فترة من الزمن، وخاصة العلاقة بين الكيوي والصحة النفسية . قامت هذه الدراسة تحديداً بتحليل بيانات من تجربة ثلاثية خاضعة للتحكم مع مجموعة دواء وَهمي، فكان المشاركون بالغين، وتتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً، وكان لديهم مستويات منخفضة من الفيتامين سي في البلازما. قسَّم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات، تلقّت المجموعة الأولى مكملات الفيتامين سي يومياً، وتلقّت الثانية حبتَين من فاكهة الكيوي يومياً، وتلقّت المجموعة الثالثة قرصاً وَهمياً كل يوم. واستخدم الباحثون استبيانات الهواتف الذكية لجَمع البيانات من المشاركين، وأُجريت للمشاركين فحوصات الدم كل أسبوعين. ولم يتمكَّنوا من الإخفاء عن المشاركين أو الباحثين ما يتعلق بتناول فاكهة الكيوي. ومع ذلك، لم يعرف الباحثون والمشاركون مَن الذي حصل على الدواء الوهمي مقابل أقراص الفيتامين سي إلا بعد انتهاء الدراسة. أخذ المشاركون التدخل المخصَّص لهم أو العلاج الوهمي لمدة أربعة أسابيع، وأجابوا على الاستبيانات كل يومَين، وجُمعت بيانات حول عدة مكونات، بما في ذلك: وبناءً على تحليلهم، وجَد الباحثون أن المشاركين الذين تناولوا فاكهة الكيوي شهدوا تحسّناً في الحالة المزاجية والحيوية في حوالي 4 أيام، وتحسّناً في الشعور بالسعادة والرضا في حوالي اليوم 14. وبلغت التحسينات المزاجية ذروتها لدى هؤلاء المشاركين بين اليوم 14 واليوم 16، كما شَهد المشاركون في مجموعة مكملات الفيتامين C تحسّناً في الحالة المزاجية حتى اليوم 12 تقريباً. وتشير الدراسة إلى أهمية دمج الفيتامين C في نمط النظام الغذائي، وكيف يمكن لهذه المغذيات أن تفيد الصحة النفسية، وتشير أيضاً إلى أن الفائدة قد تكون أكثر وضوحاً عند الحصول عليها من مصادر غذائية طبيعية كاملة.