أماط موقع "elconfidencialdigital" الاسباني اللثام عن وثائق مُسرّبة، تكشف تورطا سابقا للمخابرات الاسبانية، في ثمانينات القرن الماضي، في تمويل سفارة سرية للبوليساريو في العاصمة مدريد، وكشف كذلك عن جُملة من التفاصيل الرامية لحضور عدد من ضباط الاستخبارات الأميركية لاجتماعات مع الانفصاليين. واستنادا على نفس المعطيات التي كشف عليها الموقع الاسباني وفق ما كتبته "الأيام 24″، بالتزامن مع وضع العلاقات المغربية الاسبانية على سكة التفاهم والتعاون المُشترك، بعد نهاية الأزمة الدبلوماسية للبلدين التي دامت لمدة سنة؛ فإن الحكومة الإسبانية كانت خلال منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، تقول في العلن عكس ما تقوم به في السر في علاقاتها مع جبهة البوليساريو. وبحسب الموقع نفسه، فإنه في سنة 1985، حيث كانت اسبانيا مُحتفظة بعدد من سفن الدوريات البحرية التي كانت تحمي قوارب الصيد الإسبانية من المضايقات المعتادة من قبل البوليساريو؛ تعرض الاسباني كاسترو رودريغيز لهجوم من طرف ميليشيات البوليساريو، أدى إلى مقتله، بعد أن كان متحركا بقارب تابع للبحرية الاسبانية "تاجوماغو بي 22′′، لإنقاذ قارب الصيد "جونكيتو" من جزر الكناري. اتصالات سرية مرّت العلاقات بين إسبانيا وجبهة البوليساريو على مدار السنوات الماضية بحالات من المد والجزر، وذلك منذ لحظة تأسيس الجبهة الانفصالية سنة 1973، لتُحافظ مدريد بذلك، على اتصالات مع الانفصاليين، بالرغم من الأزمة الشديدة التي كانت تمس بينهم خلال سنوات الثمانينات، حين كانت مليشيات الجبهة تتسلل نحو المحيط الأطلسي لتعتدي على سفن الصيد الإسبانية. وبحسب الوثائق نفسها، إن سنة 1986، شكلت منعطفا في العلاقة السرية بين مدريد والبوليساريو، إذ أنه بحسب محاضر الجلسات السرية بين الجانبين في ذلك العام، فقد طلب الانفصاليون من اسبانيا دعم مبادرة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير، كما طالبوا بالسماح لهم بالوصول إلى المعلومات حول المشاريع العسكرية للملك الراحل حسن الثاني في الصحراء. وطالبت البوليساريو من إسبانيا، خلال السياق ذاته، تسهيل إجراء لقاءات مع مسؤولين أمريكيين، وابتداء من سنة 1987، كانت قد التحق عملاء من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إلى الاجتماعات الجارية بين البوليساريو وإسبانيا، التي كانت تُعقد في مزرعة للصيد في منطقة "أرويومولينوس". تحذيرات من كشف العلاقة غير أن الحكومة الاشتراكية الاسبانية آنذاك، كانت تمنع المسؤولون الانفصاليون من التواصل مع وسائل الإعلام والمؤسسات، كما كانت "تحذرهم من أنه إذا تم اكتشاف وجود أي اتصال مع وسائل الإعلام الإسبانية أو الأجنبية، فإن الحكومة ستطردهم مرة أخرى ونهائيًا من إسبانيا" وستنكر حكومة مدريد بذلك "معرفتها بوجود هذه البعثة الدبلوماسية السرية". كانت المخابرات الاسبانية، بحسب الوثائق السرية نفسها، قد اكترت مكتبا لوفد البوليساريو السري في مدريد، وفي "حال اكتشف الأمر، لن تكون هناك إمكانية لمعرفة من دفع إيجار العقار" وذلك إدراكا منها لمحدودية موارد البوليساريو. وبعد توالي السنين من هذه الأحداث التي كشفت عنها الوثائق السرية المسربة، بحسب الموقع الإخباري الاسباني، اعترفت وزارة الداخلية الاسبانية بين سنة 2006 و2011، بأن 90 من الصيادين وعمال المناجم الإسبان، هم ضحايا بأنهم ضحايا أعمال إرهابية صادرة عن هجمات البوليساريو.