رغم مرور حوالي 35 سنة على العملية الإرهابية، التي نفذتها جبهة البوليساريو ضد صيادين إسبان بعرض شاطئ العيون، فإن التحقيق فيها ما زال جاريا، وما زال البحث متواصلا، ومازال أهالي الضحايا يطالبون بمعرفة الحقيقة وإدانة الجبهة الإرهابية، التي تلقى دعما من جهات إسبانية نكاية في المغرب وطمعا في دولارات النفط الجزائري. وفي هذا السياق أكد دبلوماسي إسباني سابق في كتاب، صدر مؤخرا بإسبانيا، تورط ميليشيات البوليساريو في احتجاز وهجمات قاتلة ضد صيادين إسبان متم السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي، وهي الجرائم التي وصفها الضحايا بهجمات إرهابية.
وكشف الكتاب الجديد للسفير الإسباني السابق خوسيه كوينكا بعنوان "دي سواريث أ غورباتشوف، طيستمونيوس إي كونفيدينسياس دي أون إمباخدور"، الصادر بإسبانيا، مشاركة انفصاليي البوليساريو في اغتيال عدد من البحارة الكناريين والغاليسيين متم سنوات السبعينات وبداية الثمانينات.
ويؤرخ هذا الكتاب لعمل الدبلوماسية الإسبانية فيما يتعلق بالقضايا التي تحظى باهتمام خاص من قبيل مشكل جبل طارق، ونزاع الصحراء، ووساطة إسبانيا في مفاوضات السلام بالشرق الأوسط، وجدل إسبانيا وحلف شمال الاطلسي، ونهاية الاتحاد السوفياتي.
وتولى كوينكا، على الخصوص، منصب سفير بلاده في كل من بلغاريا (1983)، والاتحاد السوفياتي (1986)، واليونان (1993)، وكندا (1999). كما عين في سنة 2004 مبعوثا خاصا للشؤون البيئية. وأكد كوينكا أن من بين الأمور التي يحكي عنها لأول مرة في هذا الكتاب المفاوضات التي أجرتها مدريد مع قيادة البوليساريو في خريف 1980 بهدف الإفراج عن 38 صيادا اختطفوا في المياه الواقعة بين الصحراء وجزر الكناري.
وبحسب الجمعية الكنارية لضحايا إرهاب البوليساريو، التي تأسست سنة 2006 بلاس بالماس وترأستها أنخيليس بيدراثا، التي قتل والدها في اعتداء اقترفته سنة 1976 ميليشيات البوليساريو ضد مصنع فوسبوكراع، فإن 300 أسرة كنارية تأثرت من الهجمات الإرهابية التي اقترفتها ميليشيات البوليساريو ضد صيادين من الأرخبيل.
ومن بين اعتداءات هذه الفترة الاعتداء الذي استهدف سفينة الصيد الكنارية "كروث ديل مار" في نونبر 1978 وقتل فيه سبعة أشخاص، بينهم طفل، وإغراق سفينة "مينسي دي أبونا"، عامين بعد ذلك، وعلى متنها 14 صيادا، والهجوم الذي استهدف سفينة "إل خوانيتو" في شتنبر 1985 والدورية الإسبانية تاغوماغو التي هبت لإنقاذها.
ويذكر أنه بعد هذه الهجمات تم بإسبانيا تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية مثلها مثل مجموعة "غرابو" و"إيتا"، كما تم طرد "ممثليها" من البلاد وفقا لقرار اتخذته الحكومة الاشتراكية التي كان يرأسها حينها فيليبي غونزاليس.
وطردت السلطات الاسبانية، عقب ذلك، ممثل البوليساريو في مدريد أحمد بوخاري وأغلقت مكاتبها.
ما أورده الكتاب واحدة من مئات العمليات الإرهابية التي قامت بها جبهة البوليساريو، والتي تم ارتكابها ضد أجانب وضد المغاربة في عديد من اللحظات، والتي تم تتويجها بغزوة كديم إزيك، التي تم خلالها قتل 11 عنصرا من قوات حفظ النظام بدم بارد.