وفي التفاضيل، فرغم أن الحرب الدبلوماسية بين المغرب والجزائر لم تهدأ منذ عقود، إلا أنها أصبحت أكثر شراسة منذ 24 غشت 2021 بعد إعلان قصر المرادية قطع علاقاته مع الرباط، وانخراط الإعلام الجزائري بشكل غير مسبوق في الهجوم على المملكة ورموزها، متحللا من أي ضوابط مهنية وأخلاقية، من خلال حزمة الأخبار الزائفة التي ينشرها يوميا عما يسمى ب "البلاغات العسكرية" المنسوبة لجبهة البوليساريو، والتي بلغت حتى 8 مارس الجاري، 478 بلاغا يتحدث عن "أقصاف" و "عمليات تستهدف تخندقات الجنود المغاربة" و"خسائر في الأرواح والآليات"، لكنها بدون صدى يذكر. البوليساريو تراوغ غضب تندوف بالترويج لقصف وهمي ضد المغرب وبحثا عن تصحيح المعطيات والدفع بالحقائق، أطلق مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الآعلام والتواصل، التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس مشروعا علميا ضخما يروم تفكيك استراتيجية التضليل الإعلامي في ملف الصحراء، بمشاركة وزراء سابقين وأكاديميين في إفران نهاية الأسبوع المقبل، على مدار يومين. وفي تصريح ل"للأيام"، قال محمد القاسمي صاحب المشروع، ومدير مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل، إن هذا المشروع العلمي يندرج في إطار الجهود الرامية لإبراز الدور الهام الذي يلعبه الإعلام في مواجهة الأخبار الزائفة والمضللة على اختلافها، باعتباره ركيزة أساسية في تشكيل الرأي العام والوعي الجماعي داخل المجتمع. وأوضح أن الإعلام الجديد أضحى عنصرا مؤثرا في صنع المخيال الإعلامي حول مختلف القضايا السائدة في المجتمع، في الوقت الذي برزت فيه معالم وظائف جديدة لهذا الإعلام تتنافى مع أخلاق المهنية والضوابط الخاصة بدور الإعلام في عرض القضايا بالحيادية والموضوعية اللازمتين. وضمن الأمثلة على ذلك، يقول القاسمي "استخدام الإعلام من قبل خصوم المغرب كآلية دعائية إيديولوجية لصناعة المخيال الإعلامي في قضية الصحراء المغربية"، مشددا على أن المطلوب اليوم بإلحاح هو"وضع استراتيجية الردع لتقويض وتحويل كل الأخبار الزائفة وتصحيح المعطيات والدفع بالحقائق لتصل إلى المتلقي من دون تشويه أو تحريف".