اشتعلت مجددا الاشتباكات داخل مخيم السمارة في تندوف بين عناصر ما يسمى ب"الشرطة" ومحتجزين رفضوا الامتثال لتعليمات القيادة الفاشلة، حيث تعود فصول أعمال العنف هاته بالأحداث التي جرت بحر الأسبوع الماضي، ونجم عنها اختطاف ثلاثة عناصر "شرطة" من طرف أفراد عصابة، انتقاما لعملية إطلاق سراح أحد الموقوفين المتهم بإحراق سيارة تعود ملكيتها لتجار مخدرات ينشطون بالمخيم، ويتمتعون بحماية صقور البيت الأصفر بالرابوني. ورغم تدخل الميلشيات والإنزال الأمني الذي قامت به "عناصر الشرطة" في مخيم السمارة لمنع تكرار تلك الأحداث، ومنح المحتجزين الإحساس بالأمان، إلا المواطنين ظلوا وجلين وخائفين بعد أن أمضوا ليلتهم يستمعون لصوت الرصاص الحي، الذي خلف حالة من الذعر بين الساكنة. وشوهدت الأسر وهي تنزح من مخيم السمارة باتجاه مدينة تندوف فرارا من أعمال الشغب والأعمال العدائية الانتقامية لعناصر العصابات من ساكنة المخيم، والعجز الواضح لقيادة الجبهة الانفصالية أمام قوة أفراد العصابات، وتسليحهم الذي يبدو أنه يتفوق على تسليح "الشرطة الصحراوية". وتحولت المشاحنات إلى فوضى كبيرة، وأطلقت "الشرطة" أعيرة نارية لتفريق الغاضبين وحماية أفرادها، إلا أن تلك الطلقات زادت الطين بلة وتسببت في حال من الهلع داخل المخيم، وزادت من تأجيج الوضع وإذكاء الغضب القبلي، حيث انتفضت قبيلة الركيبات لبيهات نصرة لابنها المعتدى عليه، وتم كسر السيارات وعدد من المراكز وتخريب عدة تجهيزات.