رغم الدعم الذي تحظى جبهة "البوليساريو"، الانفصالية من قبل نظام العسكر الجزائري، إلا أن زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، المعروف ب"بن بطوش"، لم يتمكن من تحقيق أي انتصار دبلوماسي في القمة الأوربية – الإفريقية، الأمر جعله يعود أدراجه مطأطأ الرأس، بعدما أعلن الاتحاد الأوربي عدم اعترافه بجمهورية الوهم. وكل ما استطاع أن يحققه ب"بطوش"، في القمة المنعقدة ببروكسيل على مدى يومين، هو التقاطه بعض الصور توثق حضور في القمة، في حين لم يوجه له الاتحاد الأوربي أي دعوة للحضور، ما عادا الاتحاد الإفريقي، لا سيما وأنه يعتبر شخص غير مرغوب فيه من قبل دول الاتحاد الأوربي. ووجد زعيم الجبهة الانفصالية نفسه داخل القمة الأوربية – الإفريقية في وضع لا يحسد له، وذلك بعد أن ظل منبوذا ولم يتم استقباله من قبل زعماء الدول الأوربية، ما عادا الاستقبال الذي لم يستغرق سوى بضع ثوان من قبل المنظمين. وتميزت هذه القمة، بالخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس إلى المشاركين فيها، والذي تلاه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة. وأكد الملك على ضمان التعليم وتسريع وتيرة التكوين والتشغيل لفائدة الشباب، والنهوض بالثقافة، وتنظيم الهجرة وتنقل الأشخاص، يعد رهانا أساسيا للشراكة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي. وأشار الملك إلى أن هذه الأهداف الواعدة هي ما ينبغي مراعاتها في مقاربة الشراكة المنشودة، قائلا: "لا إفريقيا ولا أوروبا قادرتان أي منهما على تحقيقها بمعزل عن الأخرى. وبالتالي، فإن لنا مسؤولية مشتركة في هذا الباب تمليها علينا مصالحنا المشتركة". ولفت إلى ان التعليم والثقافة والتكوين المهني والتنقل والهجرة، "كلها قضايا تشكل مجتمعة أولويات عملنا في المغرب وفي إفريقيا، وفي إطار شراكتنا مع الاتحاد الأوروبي". وأوضح العاهل المغربي في هذا الإطار أن القاسم المشترك بين كل هذه القضايا هو الشباب، الذي ينبغي للشراكة بين القارتين أن تستثمر فيه ومن أجله بما يضمن لها بلوغ أقصى إمكاناتها. وأكد المغرب من خلال حضوره النوعي في هذه القمة، المدعوم بريادة الملك محمد السادس، التزامه السياسي على أعلى مستوى، الذي يندرج ضمن الرؤية الملكية لإفريقيا مزدهرة، متحررة وقادرة على أخذ مصيرها بين يديها. واختتمت أشغال القمة السادسة للاتحاد الأوروبي-الاتحاد الإفريقي، مس الجمعة ببروكسيل، باعتماد إعلان مشترك حول رؤية مشتركة لسنة 2030، تروم تعزيز الشراكة المتجددة من أجل التضامن، الأمن، السلام والتنمية المستدامة.