في ظل التوتر الإقليمي الذي تعيشه المنطقة، تواصل الجزائر إجراء تغييرات كبيرة في دبلوماسيتها، لمواجهة التحديات التي باتت تفرض عليها خصوصا في قضية الصحراء المغربية. وبعد أشهر من تغيير وزير خارجيتها وتنصيب رمطان لعمامرة خلفا لصبري بوقادوم، قررت الجارة الشرقية تغيير ممثلها بالأممالمتحدة. وقدم محمد النذير العرباوي، الممثل الدائم للجمهورية الجزائرية لدى الأممالمتحدة، أوراق اعتماده إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش، أمس الخميس، ليصبح الناطق الجديد باسم الجارة الشرقية، خلفا لسفيان ميموني الذي نقل من منصبه إلى سفارة البلاد في تركيا. العرباوي محمد النذير، كان سفيرا للجزائر في فلسطين ومصر وجامعة الدول العربية، قبل أن ينقل إلى سفير مبعوث خاص مع عودة رمطان لعمامرة إلى وزارة الخارجية، ليكون يده اليمنى، حيث ظهر إلى جانبه في الزيارات المكوكية التي كان قد أجراها لعمامرة لعدد من دول المنطقة منذ تقلده لمنصبه، أهمها زيارته للجارة الجنوبيةموريتانيا. الممثل الجديد للجزائر في الأممالمتحدة، وفق "اليوم 24″،عرف بتبني مواقف عدائية تجاه المغرب، كان يعبر عنها بتصريحاته ومقالات نشرتها له وسائل إعلام دولية، منها مقال نشره خلال السنة الماضية، كان قد خصصه لاتهام المغرب بتبني "أطماع توسعية" في جنوب شرق الجزائر، متحدثا عن وجود "سوء نية بعض الأوساط في المغرب" تجاه الجزائر. يشار إلى أنه خلال تشكيل الحكومة الجزائرية الأخيرة شهر يونيو الماضي، أعيدت وجوه قديمة شغلت مناصب مهمة في عهد الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، على رأسها رمطان العمامرة، الذي كان قد شغل منصب وزير الخارجية، عام 2013، وأعيد في التعديل الحكومي، لشغل هذا المنصب، ما رأى فيه مراقبون رسالة إلى المغرب، مفادها أن الجزائر تقر بفشل الوزير السابق في الخارجية، صبري بوقادوم، في تنفيذ "الأجندة العدائية"، واستعانتها بالعمامرة من جديد، لتوظيف ما راكمه من علاقات في تجربته بالأممالمتحدة، من أجل توظيفها ضد المغرب، خلال المرحلة المقبلة. التعديل الحكومي الأخير في الجارة الشرقية الجزائر، وعودة وجوه مقربة من لعمامرة إلى الواجهة، يرى فيه محللون مغاربة تكريسا للتاريخ الطويل من العداء للمغرب، وإشارة إلى أن المرحلة المقبلة لن تمثل فقط استمرارية للعداء تجاه المغرب، ولكن زيادة للعدوانية، لأن هذا التوجه بات يمثل طوق نجاه للنظام الجزائري، للتمويه عن الاختناق الاقتصادي، الذي يعيشه، والاحتقان الاجتماعي، والسياسي.