تُروج وسائل إعلام تابعة لجبهة "البوليساريو" ومعها الإعلام الجزائري، منذ أمس الأحد، لعملية قصف جديدة منسوبة إلى طائرة بدون طيار مغربية، أدت إلى مقتل شخص وإصابة آخرين داخل الأراضي الصحراوية المتنازع عليها بين الجبهة الإنفصالية والمغرب. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، وفق ما كتبته "الصحيفة"، عن ما أسمته ب"المدير الوطني للأمن والتوثيق وحماية المؤسسات بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" المدعو سيدي أوكال، أن القوات المغربية قصفت سيارتين في منطقة اكليبات الفولة بإقليم وادي الذهب التي تدخل في نطاق الحدود الذي يُطالب بها المغرب كحدود شرعية له، في حين تدعي "البوليساريو" أنها منطقة محررة تابعة لها. وأشار أوكال في ذات التصريح، أن عملية القصف تمت باستخدام طائرة مسيرة، وادعى أن القصف استهدف مدنيين، وليس جنود عسكريين تابعين للجبهة، بالرغم من أن المنطقة كلها تعتبرها جبهة "البوليساريو" هي ساحة حرب ضد القوات المغربية. وليست هذه المرة، حسب عدد من المتتبعين، تسقط جبهة "البوليساريو" ومعها وسائل الإعلام الجزائرية، في ادعاءات متناقضة، حيث تُعلن أن المنطقة الصحراوية هي كلها ساحة حرب ضد "العدو" المغربي، ثم تعود لتطلق ادعاءات أخرى مروجة لما تصفه ب"اعتداءات" القوات المغربية على "الشعب الصحراوي". ويأتي هذا القصف الذي تروج له "البوليساريو" والجزائر، على بعد أيام من عملية أخرى أعلنت عنها الرئاسة الجزائرية، حيث تحدثت عن قصف مغربي استهدف شاحنات جزائرية وأدى إلى مقتل 3 مواطنين جزائريين داخل الأراضي الصحراوية المتنازع عليها بين المغرب و"البوليساريو". وتُعتبر الجزائر وأذرعها الإعلامية من أكثر مروجي وجود حرب في الصحراء، حرب شاملة بين "البوليساريو" والقوات المغربية، لكنها سُرعان ما تعود للتناقض مع نفسها وتدعي أن هناك مناطق في الصحراء لا تدخل في نطاق الحرب ولا يجدر بالقوات المغربية قصفها، وهو أمر لا يُعتبر منطقيا وفق عدد من المتتبعين للنزاع هناك. ويشير مهتمون بالنزاع في الصحراء، أن المناوشات العسكرية والمواجهات التي تحدث بين الحين والأخر في الصحراء، وإعلان جبهة "البوليساريو" عودة العمل المسلح ضد القوات المغربية، يعني مباشرة أن المدنيين يجب أن يتجنبوا المناطق التي قد تكون ساحة للاستهداف، وهو ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام عن وجود "مدنيين" في تلك المناطق.