أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الأربعاء، عن مقتل 3 جزائريين بعد استهداف شاحنتهم بين ورقلة ونواكشوط عند دخولها لأراضي الصحراء المغربية، وهي الواقعة الذي كانت السلطات الجزائرية تحاول طيلة يومين التسويق على أنها جرت داخل الأراضي الموريتانية قبل أن يصدر تكذيب رسمي من الجيش الموريتاني، وهو ما يفسر التأخر والارتباك الذي صاحب نشر الخبر. ونقلت صحيفة "الشروق" المقربة من الجيش الجزائري هذا الخبر عن الرئاسة الجزائرية وفق "الصحيفة"، موردة أنها أكدت أن "الجريمة لن تمر دون عقاب"، لكنها اعترفت بأن الاستهداف المغربي تم داخل أراضي الصحراء وبواسطة "سلاح متطور"، في إشارة إلى الطائرة المسيرة "الدرون"، وتابعت أن "السلطات الجزائرية اتخذت التدابير اللازمة للتحقيق في العمل". لكن المثير في الأمر هو أن "الشروق" اضطرت إلى تعديل الصيغة الأولى للخبر على صفحتها في "فيسبوك" 15 مرة خلال 23 دقيقة من نشره، وفق ما تأكدت منه "الصحيفة" بالعودة إلى تاريخ التعديلات التي يتيحها موقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعدما تلقت سيلا من التعليقات المستغربة من حديثها عن أن العملية جرت "على الحدود بين نواكشوط الموريتانية وورقلة الجزائرية"، قبل أن تضطر أخيرا إلى القول بأن الأمر تم داخل الصحراء لا داخل حدود الجزائر ولا داخل حدود موريتانيا. ويطرح هذا الأمر حرجا آخر على الرئاسة الجزائرية، فالقول بأن الضحايا قتلوا داخل الصحراء، أي عمليا داخل المنطقة العازلة خلف الجدار الأمني، يعني تلقائيا أنهم ليسوا مدنيين، وإلا ستكون قد نقضت الفكرة التي تدافع عليها منذ ما يقارب العام والتي مفادها أن تلك المنطقة أصبحت "ساحة حرب" تخوضها جبهة "البوليساريو" ضد الجيش المغربي منذ تدخله الميداني لإعادة فتح معبر "الكركارات" في 13 نونبر 2020. ويأتي هذا الارتباك بعد أن رفضت موريتانيا السكوت على الإشاعات المتداولة حول مقتل الضحايا الجزائريين داخل أراضيها بعد استهدافهم من طرف الجيش المغربي، حيث أصدر الجيش الوطني الموريتاني يوم أمس الثلاثاء بيانا صحفيا ردا على ما تداولته عدة مواقع ومنصات إعلامية حول تعرض شاحنات جزائرية لهجوم شمال البلاد، وقال "من أجل إنارة الرأي العام وتصحيح المعلومات المتداولة، تنفي مديرية الاتصال والعلاقات العامة بقيادة الأركان العامة للجيوش حدوث أي هجوم داخل التراب الوطني". ودعت القوات المسلحة الموريتانية "لتوخي الدقة في المعلومات، والحذر في التعامل مع المصادر الإخبارية المشبوهة"، في إشارة إلى حسابات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لجبهة "البوليساريو" الانفصالية والتي تداولت النبأ، علما أن حسابات أخرى كانت قد تحدثت عن وقوع هذا الهجوم بالفعل ولكن داخل المنطقة العازلة بالصحراء المغربية، مبرزة أن القتلى ينتمون للجيش الجزائري.