تتواتر تنبؤات الإعلام الإسباني حول هواجس إسبانيا من طريقة رد المغرب المرتقبة، نظير استقبالها لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي في أبريل المنصرم، إذ انعكست هواجس الجارة الشمالية على إعلامها الوطني. وظهر هذا الترقب الإسباني جليا في ما ينشره إعلامها، إذ قالت صحيفة "okdiario" الإسبانية، إن "المغرب لم يرد بعد على وقائع اعتبرها إهانة لا تطاق من جانب حكومة إسبانيا، بإدخال إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، إلى المستشفى في لوغرونيو، الذي قدم ضده شكوى اغتصاب وتعذيب". وأشارت الصحيفة نفسها وفق ما نقلته "آشكاين" إلى أنه "في الوقت الحالي، اقتصرت الرباط على وصف الدعم "الجاد" من جانب السلطة التنفيذية الاشتراكية الشيوعية لأحد أعداء المغرب الرئيسيين، لكن السلك الدبلوماسي الإسباني، الذي يعرف كيف ينفق جيراننا الجنوبيون هذا الدعم، قد حذر وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا، بأن رد المغرب سيأتي بالفعل على شكل وابل من القوارب إلى الساحل الإسباني". ولفتت "okdiario" الانتباه إلى أن "المغرب طلب رداً عاجلاً على ما اعتبره تصرفا جريئاً من جانب إسبانيا، لكن بالنظر إلى أن الوضع لم يتغير، فهو (المغرب) يستعد بالفعل للانتقام"، تورد الصحيفة "إذ سيقلل بشكل كبير من السيطرة على سواحله، مما سينتج عنه توجه مهاجرين سريين إلى إسبانيا ما سيتزايد بأضعاف مضاعفة في الأشهر المقبلة". وأكد المصدر نفسه على أن هذا التطور المرتقب، يمكن أن يؤدي إلى "تفجير مشكلة الهجرة غير الشرعية في يد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، إذا مارس المغرب سياسة التساهل على حدوده". "وبررت حكومة إسبانيا إقامة إبراهيم غالي في المستشفى لأسباب إنسانية"، تستدرك الصحيفة أن "هذه الحجة لا تقنع الرباط على الإطلاق، والتي تعتبر الحقيقة إهانة للسلطة التنفيذية الإسبانية، متمثلة في كون حزب بوديموس، شريك حكومة سانشيز، يحافظ على علاقات ممتازة مع البوليساريو، ما جعل العلاقات مع المغرب صعبة في الأشهر الأخيرة، ولكن الآن، مع دخول غالي المستشفى في إسبانيا، وصل الوضع إلى مستويات من التوتر لم يعيشوها منذ سنوات". وخلص المصدر ذاته، إلى أن "جبهة جديدة فُتحت أمام حكومة بيدرو سانشيز، وهذا ليس بالأمر البسيط، لأن الرباط تدرك تمام الإدراك أن الرد ب "جيش" من الزوارق هو ما يمكن أن يلحق أكبر قدر من الضرر بالسلطة التنفيذية الإسبانية". جدير بالذكر أن العلاقات المغربية الإسبانية شهدت في الأشهر القليلة الماضية حالة من التوتر، تضاعفت مع استقبال الجارة الشمالية باستقبال إبراهيم غالي بهوية مزورة، رغم درايتها المسبقة بحساسية الموضوع بالنسبة للمغرب علاوة على الشكايات المقدمة في حق غالي بتهم "التعذيب والاغتصاب"، والتي سيمثل أمام القضاء الاسباني بسببها، في 1 يونيو المقبل، بعد خروج ضحاياه بوجه مكشوف يطالبون القضاء الإباني باعتقال غالي والتحقيق معه.