اهتزت مدينة تطوان بحر الأسبوع الماضي، على وقع شريط فيديو يوثق لوضع صادم، يتمثل في عرض فتاة في ريعان شبابها جسدها على أربعة شبان قاصرين، لممارسة الجنس عليها بالتناوب، مقابل تمكينها من عشرة دراهم لكل فرد منهم، من أجل استكمال مبلغ 50 درهما ثمن لفافة مخدر الهيروين. شريط الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر تطبيق "الواتساب" على الهواتف الذكية تلقى "اليوم 24″ نسخة منه، خلف تذمرا واستنكارا واسعا في صفوف الفعاليات الحقوقية، لكونه يتضمن مشاهد إباحية واستغلالا لحاجة مدمنة مخدر الهيروين، للمال الكافي من أجل توفير جرعات هيروين. ويبدأ شريط الفيديو الذي تصل مدة دقيقة ونصف تقريبا، بارتداء الفتاة سروالها بعدما أشبع شاب قاصر نزوته معها، فصارت تطالبه بصرف أجرها الذي لا يتعدى عشرة دراهم، حيث يمعن الأخير في إذلالها بمنحها المبلغ دريهمات متقطعة، قبل أن تلتفت إلى شاب آخر وتسأل من التالي، وتضيف"امنحني عشرة دراهم أولا". هذا وأكد محمد سعيد السوسي، فاعل حقوقي بمدينة تطوان، أن السلطات الأمنية كانت تحركت واعتقلت «فتاة الهيروين» واستمعت إلى أقوالها، ثم أخلت سبيلها بعد فترة الحراسة النظرية، دون أن يتم اعتقال الشبان الذين ظهروا في الفيديو بوجوه مكشوفة. وأضاف السوسي في تصريح ل "اليوم24″، أن هذا الحادث المأساوي ليس سوى صورة مصغرة لما يعانيه مدمنو الهيروين في تطوان، خاصة النساء واللواتي يبلغ عددهن حوالي 21 مدمنة، مشيرا إلى أن ضحية الاستغلال الجنسي الجماعي، تنتظر دورها في العلاج عبر الدواء البديل "الميتادون" منذ ثلاث سنوات، دون أن يصلها الدور لتبقى فريسة بين الذئاب البشرية. واستغرب المتحدث نفسه، كيف أن الأطر الطبية بمركز طب الإدمان التابع لمؤسسة محمد السادس للتضامن، لا يعطون الأولوية للنساء، علما أن الاستراتيحية الوطنية لوزارة الصحة، تنص على إيلاء المدمنات الأولوية في العلاج، لكونهن أكثر الفئات نقلا للأمراض الفيروسية. يذكر أن مركز طب الإدمان بتطوان، يضم تسعة ممرضين، وأربعة أطباء متخصصين، ويسهر على علاج حوالي 359 مدمن لمخدر الهيروين الخطير، والذي ينتشر بكثرة في مدن الشمال، إذ أنه في مدينة طنجة يوجد أزيد من 1500 مدمن في لائحة الانتظار للاستفادة من برنامج العلاج.