لوح عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، والأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، بتغيير تموقع الحزب في الخريطة السياسية المقبلة، دون أن يفصح عن طبيعة الموقع الجديد ما إذا كان خارج الحكومة الحالية أم داخلها، وذلك أثناء مداخلة له في الجلسة الافتتاحية لأشغال المؤتمر الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بجهة طنجةتطوانالحسيمة، صباح أمس الأحد. وقال أخنوش موجها كلامه لأعضاء حزبه والمنتسبين إليه، "بعد تفكير عميق منذ المؤتمر الوطني الذي انعقد بالجديدة، وبعد إنصات لنبض المجتمع، وتفاعلا مع التطلعات المشروعة للمغاربة، نحن مقبلون في المرحلة المقبلة، على تحديد تموقع الحزب، والاشتغال على ملامح عرض سياسي جديد سنقدمه للمغاربة". وبدا الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، وكأنه يتحدث في حملة انتخابية سابقة لأوانها، عندما دعا إلى "الرفع من وتيرة اشتغال الاتحاديات الإقليمية، وتعزيز التواصل الميداني والإعلامي، من أجل تعبئة المواطنين على الانخراط في الحياة السياسية، والمساهمة في النقاش بشأن ثلاث أولويات أساسية؛ هي: الصحة، التعليم والتشغيل، بهدف إعداد عرض سياسي يستجيب لانتظارات المواطنين في المجالات المذكورة"، حسب قوله. وركز أخنوش كثيرا في مداخلته على مشاكل التعليم والصحة، حيث طلب من أعضاء الحزب ملأ استمارات معروضة عليهم، وتحديد موقفهم بخصوص مجموعة من القضايا، من أجل مراجعة الرؤية السياسية للحزب، بما يتماشى مع انتظارات المواطنين بخصوص الإشكالات المتعلقة بمجال الصحة، التعليم والشغل، والتي سيعمل حزب التجمع الوطني للأحرار على تجاوز إشكالاتها، وفق تعبيره. بدوره، دعا رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، والمنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بالشمال، من وصفهم بقواعد الحزب بأن يكونوا جاهزين للنزول الميداني في الاستحقاقات الجزئية المقبلة، والتي ستجرى بعمالة المضيقالفنيدق، من أجل تكرار سيناريو الانتخابات الجزئية في أكادير، وحسم المقعد البرلماني المتبارى عليه. وبشر الطالبي العلمي بموقع متقدم للحزب في الاستحقاقات المقبلة، عندما قال "إن الحزب يعيش لحظة بناء بعد انتفاضة داخلية منذ انتخاب عزيز أخنوش في المؤتمر الوطني، وأن الآلة التنظيمية لن تتوقف، وأن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء"، في إشارة إلى النكسة التي حصدها الأحرار في الانتخابات التشريعية برسم 7 أكتوبر 2016، بجهة طنجةتطوانالحسيمة. هذا، وتجري فعاليات المؤتمر الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وسط انقسام حاد بين تيار عمر مورو، المستشار البرلماني بمجلس المستشارين، والذي التحق حديثا بالحزب، وبين تيار آل بوهريز الذي كان يبسط سيطرته على مقاليد حزب الأحرار بجهة الشمال لسنوات طويلة، حيث تلقى انتقادا مبطنا، من طرف رشيد الطالبي العلمي، الذي دعا أعضاء حزبه إلى عدم الانتباه لمن وصفهم ب"المبرزطين"".