تستعد وزارة بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، لإطلاق برنامج جديد لمحاربة ظاهرة أطفال الشوارع، بعدما أصبحت الظاهرة مقلقة. وحسب وثائق وزعتها الحقاوي على المستشارين البرلمانيين، على هامش مناقشة مشروع الميزانية الفرعية لوزارتها بلجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية، فإن الحقاوي أطلقت على هذا البرنامج اسم "مدن بدون أطفال الشوارع". ويأتي هذا البرنامج، الذي سيرى النور في السنة المقبلة، 2018، في الوقت الذي أصبحت فيه ظاهرة الأطفال في وضعية الشارع تغزو مدن المغرب وأزقتها وشوارعها، بشكل أضحى يعطي صورة سيئة عن البلد. ويروم البرنامج، حسب المصدر ذاته، محاربة ظاهرة أطفال الشوارع، بتقديم خدمات الوقاية ورصد الظاهرة والتكفل بأطفال الشوارع بإيوائهم وإخراجهم من هذا الوضع، وإدماجهم في حياة جديدة، وتقديم مختلف أنواع المساعدة الاجتماعية لهم، حسب الوضع الصحي والنفسي والاجتماعي الذي يواجهه كل فرد. وتعتزم الحقاوي اختيار بعض المدن النموذجية في ظاهرة أطفال الشوارع لتعطي الانطلاقة الرسمية لهذا البرنامج. وحسب خطة الوزيرة، فإنه سيتم دعم وتعبئة وحدات خاصة للإسعاف الاجتماعي المتنقل (Samu Social)، بعدد من المدن، التي تشهد ارتفاع ظاهرة أطفال الشوارع، من قبيل مدينة الدارالبيضاء، ومكناس ومدنا أخرى. وسينخرط في هذا البرنامج كل المعنيين والمتدخلين والمهتمين بهذه الفئة، مركزيا وعلى المستوى الترابي، لاسيما المسؤولين بالمدن الكبرى التي تعج بهذه الظاهرة. وفِي غياب أرقام رسمية حول عدد أطفال الشوارع الذي يزيد سنة بعد أخرى، سبق أن أفادت جمعية بيتي المهتمة بهذه الفئة من الأطفال، في تقارير مختلفة، أن عدد أطفال الشوارع يتراوح بين 30 و50 ألف طفل. يذكر أنه بسبب وضعية الشارع، يتعرض عدد من الأطفال لمختلف أنواع الاعتداء بدء من الاغتصاب، واحترافهم لعدد من الأمراض الاجتماعية المضرة بهم وبالمجتمع.