رغم الجهود التي تبذل من أجل إنقاذ المدرسة المغربية، إلا أن ثلاثة أعطاب رئيسية تتمثل في الاكتظاظ والتكرار والانقطاع لا زالت تنهكها، وتعمق الخلل فيها، بالنظر إلى نتائجها السلبية على جودة التعليم. ففي وثيقة رسمية حول حصيلة وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، مرفقة بالميزانية الفرعية للوزارة التي شرع نواب لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب في مناقشتها أمس، تبين أن الظواهر الثلاث تتصاعد كلما تقدم التلميذ في المستوى الدراسي، علاوة على أنها تفضي إلى مخرجات لا يبدو أنها تسر القائمين على الشأن المدرسي والجامعي. بخصوص ظاهرة التكرار مثلا، كشفت الأرقام أن الظاهرة ارتفعت خلال السنة الدراسية 2016-2017 إلى 12,6 في المائة في المستوى الابتدائي. كما ارتفعت إلى 22,5 في المائة في المستوى الإعدادي. وإن انخفضت قليلا في الثانوي إلى 15,5 في المائة. وهي ظاهرة حاضرة في الجامعة كذلك، حيث إن معدل الحصول على شهادة الإجازة في كليات الحقوق والعلوم والآداب تصل إلى 4,5 سنوات في المجموع، علما أن 42,3 في المائة هي نسبة التخرج فقط بالنسبة إلى كل فوج في سلك الإجازة. أما الانقطاع المدرسي، فلا زالت النسبة كبيرة، وترتفع كلما تقدم التلاميذ في الدراسة، فمن 1,2 في المائة على مستوى الابتدائي، ترتفع النسبة في المستوى الإعدادي إلى 10,2 في المائة خلال نفس الموسم الدراسي، وكذلك الوضع في المستوى الثانوي، حيث إن نسبة الانقطاع تقارب 10 في المائة كذلك. وهي أرقام تؤكد الرقم المتداول، الذي يقدر عدد المنقطعين بنحو 400 ألف سنويا. وإذا كان الاكتظاظ في المدارس يفوق 45 تلميذا في القسم كمعدل، فإن هذه النسبة في الجامعة تبدو مضاعفة، حيث إن نسبة الاكتظاظ في كليات الحقوق تعادل 260 طالبا لكل 100 مقعد.