تحول مرشحو الحملات الانتخابية المحلية في الجزائر، إلى مادة للتهكم والتندّر في الشوارع ومن قبل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية الصور والملصقات الدعائية المثيرة للجدل. فقبل أسابيع قليلة من بدء الانتخابات انتشرت صور لمرشحين جزائريين، لاقت صدىً ساخرا غلب على برودة الأجواء الانتخابية. المحلل وخبير التسويق السياسي الجزائري، عبد العالي رزاقي، قال إن الحملة الانتخابية، طُبع عليها نوع من التضليل للرأي العام من طرف زعماء الأحزاب السياسية والمرشحين. وأوضح رزاقي، في حديث للأناضول، أن "التضليل مارسه رؤساء أحزاب على غرار الذي تحدث عن علاقته بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبأنه درس معها"، في إشارة للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم. وعلّق على صورة المرشحين وأجنحة الصقر، ووقوف متصدر القائمة على رأسه صقر، بأنها "تصلح لمجلات الأطفال وليس للحملة الدعائية لانتخابات محلية"، على حد تعبيره. وأشار رزاقي إلى الطابع الهزلي يعكس محاولة للظهور إعلاميا، وتسجيل الحضور خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي من طرف المترشحين. وأضاف "هناك أيضا رغبة من هؤلاء في الظهور الإعلامي وجذب الانتباه خلال الحملة"، معتبرا هذه الحركات "تهدف لجلب اهتمام وانتباه الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي". وكانت العشرات من المنشورات الإنتخابية، قد لاقت سخرية واسعة على مواقع التواصل، بعد أن ظهر فيها المرشحون بشعارات ورموز وصور أقرب إلى الهزل من الدعاية الإنتخابية. ومن الصور، ملصقة لمتصدر قائمة حركة الإصلاح الوطني ببلدية البليدة، كتب عليها "الرجل الذي لا يظلم عنده أحد"، في إشارة إلى مقولة الرسول صلى الله عليه وسلم عن النجاشي ملك الحبشة. وأطلق متصدر قائمة حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم لبلدية المسيلة على نفسه تسمية "مانديلا"، في إشارة للزعيم الجنوب الإفريقي الراحل نيلسون مانديلا، وكتب "انتخب بشيري إبراهيم المدعو مانديلا". وفي بلدية بن ناصر بن شهر بمحافظة الأغواط ظهرت ملصقة لقائمة تدعى "صقور المستقبل" لحزب جبهة المستقبل (محافظ) وعليها رسم صقر يحمل على جناحيه بقية أعضاء القائمة ويقف متصدرها على رأس الصقر. وسط الجزائر العاصمة ظهرت ملصقة لقائمة حزب "جبهة المستقبل" تحمل عبارة "سفينة نوح لانقاد بلدية محمد بلوزداد"، وهي الصورة التي جرى مشاركتها على نطاق واسع عبر "فيسبوك" و"تويتر"، وسط تعليقات ساخرة. وفي بلدية عين البيضاء بمحافظة أم البواقي قام مجهولون بتعليق ذئب نافق في المكان المخصص لتعليق ملصقات الحملة الدعائية بوسط المدينة. كما ظهرت سيدة تتصدر قائمة حزب التحالف الوطني الجمهوري ببلدية بوسعادة بمحافظة المسيلة ، ترتدي الزي التقليدي للمنطقة، ومعها عبارة "عهد الله بيني وبينك يا بوسعادة". وفي ملصق آخر أثار الكثير من السخرية والتنكيت ظهر متصدر قائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي (حزب رئيس الوزراء أحمد اويحي)، وأرفق صورته بعبارة "أبو الفقراء". واشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي أيضا بتعليقات ساخرة من تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، جمال ولد عباس، في الحملة الانتخابية، حين قال إنه "زميل دراسة سابق بنفس الجامعة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل". ومن التعليقات، التي أعقبت هذه التصريحات تغريدة على فيسبوك للناشط، جامايكا البحري، قال فيها "كيف لولد عباس أن يدرس مع ميركل وعمره 83 سنة وهي 63 سنة.. هناك احتمالان؛ إما أنه كذاب أو كان ضعيف المستوى وأعاد الدراسة 20 سنة ليدرس مع ميركل".