دخلت حملة الانتخابات المحلية في الجزائر أسبوعها الثاني، وسط استمرار ل «كرنفال» الملصقات الانتخابية الغريبة المثيرة للسخرية، من دون أن تتدخل الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، في حين أن العديد من المرشحين والأحزاب يطبقون سياسة الغاية تبرر الوسيلة. ولعل الملصقة التي تم تداولها بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي تلك الخاصة بمتصدر قائمة حزب السلطة الأول، جبهة التحرير الوطني، في ولاية المسيلة إبراهيم بشيري، وهي الصورة المنشورة عبر صفحته على موقع فيسبوك، التي يظهر في الجزء العلوي منها، في حين وضعت صورة نيلسون مانديلا الرئيس والزعيم الجنوب أفريقي الراحل، مع عبارة «انتخب رقم 5. بشيري إبراهيم المدعو منديلا». أما ملصقة حركة مجتمع السلم (إخوان) فقد تضمنت قائمتها لبلدية الشقارة صورة لأحد المترشحين واسمه طارق بوعالية، والغريب أن مهنته :» متخرج من الجيش الشعبي البلدي»، وطبعا لا يوجد شيء اسمه جيش شعبي بلدي، بل هناك جيش شعبي وطني، ولكنه ليس جامعة حتى يتخرج منه الناس، بل الذين سبق لهم الانتماء إليه يقال عنهم متقاعدين من الخدمة، في حين أن ملصقة حزب تجمع أمل الجزائر في بلدية سعيدة غرب البلاد، فقد رسمت على أساس أنها ساعة تشير عقاربها إلى منتصف النهار أو منتصف الليل، ووزعت صور وأسماء المترشحين على ساعات النهار والليل. من جهته المرشح علي بوليفة متصدر قائمة حركة الإصلاح الوطني (تيار إسلامي) لتولي رئاسة المجلس الشعبي لبلدية البليدة، كتب على ملصقته الانتخابية عبارة «رجل لا يظلم عنده أحد»، وكأن الأمر يتعلق بملك الحبشة! ونشرت المرشحة عبلة عسلي في مدينة قسنطينة صورة لها على إحدى المجموعات بموقع فيسبوك، وطلبت من أعضاء المجموعة التصويت لمصلحتها لأنها «قديمة» في المجموعة، تقصد أنها من الأوائل، ووعدت بأنه في حال انتخابها ستأخذ كبار السن في عمرة والشباب في رحلة عسل! أما نجاة بن طوزي المرشحة للمجلس البلدي في حاسي مسعود، فقد كتبت بالنسبة للمهنة التي تزاولها: «موظفة مهمة»، وهو الأمر الذي بدا غريبا، فإما هي تقصد أنها إطار سام، أم أنها مكلفة بمهمة. *القدس العربي