في ذروة الحملة الانتخابية التشريعية بالجزائر، تتسابق مجموعة من الأحزاب للظفر بمقاعد المجلس الشعبي الوطني، (الغرفة الأولى من البرلمان الجزائري)، وبين مرّشحي الأحزاب، توجد مجموعة من النساء اللائي اخترن عدم الكشف عن وجوهن، إذ يفاجأ المتتبع أن النائبة التي قد تمثله غدا في البرلمان، لا توجد صورة لها. تحمل القوائم عددا من الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية ك"العدل والبيان"، الذي تقوده نعيمة لغليمي صالحي "رغم وجود صورة هذه الأخيرة"، وكذا حزب "الجبهة الوطنية الجزائرية" ذو التوجه الوطني، توجد ملصقات تضم أسماء نساء دون صور، وهو ما تكرّر داخل "لتحالف الوطني الجمهوري"، إذ ظهر في ملصق بولاية مرادس وجود وجه نسائي وحيد مقابل إخفاء بقية الوجوه النسائية الأخرى, ويبدوا أن هذا الأمر لم يقتصر على الأحزاب الإسلامية والوطنية، فحزب اشتراكي علماني ك"جبهة القوى الاشتراكية" هو الآخر لم يقدم بعض صور مرشحاته، والأمر ذاته بخصوص الحزب الجزائري الأخضر للتنمية، وهو حزب يهتم بالبيئة. وما يشد الإنتباه في الحركة النسائية بالجزائر، أن ملصقات القوائم الانتخابية لعدد من الأحزاب، شهدت تغييب صور النساء بالكامل في بعض اللوائح المحلية كما عليه الحال بالحزب الجزائري الأخضر للتنمية، بينما توجد صورة شخصية بارزة فوق اسم كل مرشح رجل. وأثارت هذه الصور تعليقات طريفة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ذلك أن بعض المرشحات اللائي رفضن وضع صورهن قد يرتدين النقاب في البرلمان الجزائري حتى وإن كان لا يرتدينه في الحياة العامة لأجل ألّا يظهرن في الكاميرا، وهو أمر لم يسبق أن شهده برلمان البلاد. وتفسر المرشحات إخفاء صورهن بالعادات والتقاليد السائدة في بعض المناطق من الجزائر، إذ لا يحبذ تعميم صور النساء بين العموم، ويتحدثن عن أن الناخبين يعرفونهن وبالتالي فهم لا يحتاجون إلى صورهن حتى يقتنعوا ببرنامج الحزب الانتخابي. ويشارك في هذه الانتخابات 11 ألف مرشح، موزعين على 940 قائمة تعود إلى 57 حزبا سياسيا، زيادة على 1125 مرشحا مستقلا، ويصل عدد الناخبين المسجلين إلى 23 مليون شخص، ويتنافس المرشحون على 462 مقعدا بالمجلس الشعبي الوطني.