نظم الكاتالونيون المؤيدون للانفصال، الذين يحاولون اعادة ترتيب صفوفهم بعد فشل اعلان الاستقلال، تظاهرة جديدة السبت في برشلونة للمطالبة بالافراج عن قادتهم المحتجزين، في خطوة تعتبر اختبارا للتعبئة قبل 40 يوما على انتخابات اقليمية حاسمة. ودعا رئيس كاتالونيا الم قال كارليس بوتشيمون من بروكسل، حيث يتواجد منذ 30 أكتوبر مع أربعة من الأعضاء السابقين في حكومته الم قالة، والذي صدرت بحقه مذكرة توقيف اوروبية بناء على طلب القضاء الاسباني، الاستقلاليين الى التعبير عن موقف موحد. وقال الزعيم الانفصالي في رسالة بثها التلفزيون الكاتالوني "تي في 3" "رغم أن بعضنا بعيد والآخرين في السجن، الا انه لدينا موعد للتعبير بصوت مشترك وقوي وواضح، عن أننا نريد الحرية والديموقراطية ونريد أن يعود الى المنزل كل من هم في السجن أو في الخارج". وأكد أن "الاتحاد الاوروبي يجب أن يتوقف عن تحويل الأنظار"، في وقت تعم كاتالونيا منذ أسابيع تظاهرات منددة، أحيانا باللغة الانجليزية، بوجود "معتقلين سياسيين". وبوتشيمون الذي يحاول من دون أن ينجح في تشكيل لائحة انتخابية واحدة لكل الانفصاليين للانتخابات المرتقبة في 21 دجنبر التي دعت اليها الحكومة المركزية إثر اعلان برلمان كاتالونيا استقلال الاقليم، يسعى جاهدا "للفت انتباه" الدول الأجنبية. وفي مقال نشرته صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، شكك الزعيم الانفصالي من جديد بنزاهة القضاء الاسباني الذي اتهمه بالافتقار الى "الاستقلالية والحياد". ومن المتوقع أن تبدأ التظاهرة عند الساعة 17,00 (16,00 ت غ) تلبية لدعوة الجمعية الوطنية الكاتالونية واومنيوم وهما جمعيتان انفصاليتان كبيرتان، وذلك للمطالبة بالافراج عن قائديهما المسجونين خصوصا بتهمة "العصيان" وثمانية وزراء في الحكومة الم قالة إثر اعلان الاستقلال في 27 أكتوبر. وكان من المفترض أن تحصل التظاهرة في 12 نونبر الا أنها نظمت قبل موعدها بيوم واحد في إشارة الى 11 شتنبر، يوم العيد الوطني الكاتالوني "لا ديادا" الذي يشارك في تجمعاته مئات الآلاف من الاشخاص. ويأمل المنظمون بالمحافظة على الزخم نفسه الذي ظهر خلال تجمعات العيد الوطني الكاتالوني. وأعلنت رئيسة بلدية برشلونة المؤثرة ادا كولاو وهي يسارية غير مؤيدة للانفصال لكنها مع اجراء استفتاء، مشاركتها في التظاهرة. ولم ي عرف حتى الساعة ما اذا كانت رئيسة برلمان كاتالونيا الانفصالية كارمي فوركاديل، التي أفرج عنها الجمعة بكفالة بعد أن أمضت ليلة في السجن وهي إحدى الوجوه الأساسية في الحركة الانفصالية، ستشارك في التظاهرة أم لا. وفوركاديل التي مثلت الخميس أمام قاض في المحكمة العليا مع خمسة نواب كاتالونيين في اطار تحقيق بتهمة "التمرد" و"العصيان" و"الاختلاس"، تجنبت الحبس الاحتياطي بعد أن تعهدت احترام الاطار القانوني. وأشار القاضي بابلو لارينا في قراره إلى أن النواب "تخلوا (أمامه) عن ممارسة أي نشاط سياسي في المستقبل"، أو أنهم في حال استكملوا مسيرتهم المهنية، قالوا انهم "لن يقوموا باي خطوة مخالفة للدستور". وقلل النواب الكاتالونيون من حجم اعلان الاستقلال شارحين أن ليس له تأثير قانوني. وأفادت صحف عدة أن خط الدفاع هذا يمكن أن ي لهم الانفصاليين الموقوفين الآخرين. وقال النائب جوان جوزيب نويت الذي مثل أمام المحكمة الى جانب فوركاديل، أن القاضي أبدى "توجها نحو خفض التصعيد" على المستوى القضائي. ورفض نويت، النائب الوحيد الذي لم يصوت لصالح الاستقلال من بين النواب الذين يستهدفهم التحقيق، فكرة أن تكون رئيسة برلمان كاتالونيا ارتكبت "خيانة". ولدى خروجها من السجن، أكدت فوركاديل بنفسها أنها والنواب الآخرين، يعودون "الى المنزل بضمير مرتاح". وإثر اعلان الاستقلال بعد اجراء الاستفتاء الذي حظرته مدريد في الأول من أكتوبر، وضعت الحكومة المركزية كاتالونيا تحت وصايتها وأقالت حكومتها وحلت برلمانها ودعت الى انتخابات اقليمية في 21 دجنبر. ومن المتوقع أن يزور رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي الأحد برشلونة لدعم مرشحي حزبه، الحزب الشعبي. ويعتبر الحزب اليساري الانفصالي الذي لا يزال حتى الساعة حليف بوتشيمون في الحكومة الكاتالونية، الأوفر حظا في هذه الانتخابات حسب استطلاعات الرأي، رغم أنه لن يحصل على الأكثرية الساحقة وسيكون عليه اللجوء الى تحالفات.