ياسر المختوم بعدما أبانت أولى الأبحاث الجيولوجية في مناطق الصحراء، عن وجود مؤشرات مخزونات هامة من المعادن النفيسة، ظلت خارج ‘رادارات' البحث خلال العقود الماضية، تستعد وزارة الطاقة والمعادن، لوضع 5 خرائط جيولوجية بأقصى جنوب الصحراء، في المنطقة الممتدة ما بين أوسرد والساحل الأطلسي في اتجاه بئر كندوز. وكشف عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن، زوال اليوم الإثنين في لقاء تواصلي مع عدد من الصحافيين والصحافيات، عن أن وزارته وقعت مؤخرا اتفاقية مع الدفاع الوطني من أجل استعمال الأقمار الاصطناعية في إعداد الخرائط الجيولوجية، وقال "ليس بالسهل إعداد هذه الخرائط، أحيانا لإنشاء خريطة معدنية جيولوجية واحدة يلزمنا توفير حوالي 5 مليون درهم". وتهدف العملية الأولى من نوعها في أقصى جنوب الصحراء، إلى "تسهيل العمليات الاستثمارية المرتبطة باستخراج المعادن"، وبرمجت وزارة الطاقة والمعادن العام المقبل، إعداد 7 خرائط جيولوجية، 5 منها بأقصى جنوب الصحراء، وخصصت ميزانية تصل إلى 14 مليون درهم لإعداد الخرائط السبعة خلال 2018. ويظهر من خلال معطيات وزارة الطاقة والمعادن، أن باطن الأرض المغربي مازال غير مستكشف بما فيه الكفاية، باعتبار أن نشاط التنقيب عن الهيدروكاربورات لا يهم إلا ثلث مساحات الأحواض الرسوبية، ولا يتجاوز معدل الآبار المنجزة على صعيد التراب الوطني 0.05 بئر كل 100 كلم مربع، بينما يصل المعدل العالمي إلى 10 آبار في كل 100 كلم مربع. وتفيد معطيات وزارة "الرباح"، بوجود مخطط لمضاعفة الاستثمارات في مجال التنقيب والبحث المعدني، لتصل إلى 400 مليار سنتيم سنة 2021، بدل 40 مليار سنتيم حاليا، كما يسعى البرنامج إلى رفع رقم معاملات القطاع المعدني ليصل إلى 1500 مليار سنتيم سنة 2021، مقابل 500 مليار سنتيم حاليا. وكانت وزارة الطاقة والمعادن، كشفت في عهد الحكومة السابقة، عن تركّز أهم الخرائط الجيولوجية بمنطقة الأطلس والريف، وغياب شبه تام للدراسات المعدنية في النصف الجنوبي للمملكة، كما توجد مؤشرات كبيرة عن احتضان مناطق الصحراء كميات من المعادن النفيسة، لم تدخل مجال الاهتمام الرسمي.