حرصت الأسماء البارزة في قيادة حزب التقدم والاشتراكية على حضور الاجتماع الخاص الذي عقده المكتب السياسي لحزب علي يعتة، اليوم الخميس بالرباط. قيادة التقدم والاشتراكية، أبرزهم نبيل نبعبد الله وخالد الناصري والحسين الوردي ومحمد الصبيحي وكريم التاج، ورشيد روكبان وسعيد الفكاك، عقدت اجتماعا مطولا، انعقد منذ صباح اليوم، وذلك مباشرة بعدما حط الأمين العام للحزب، نبيل بنعبد الله، الرحال بأرض الوطن حيث كان في مهمة وزارية، قبل يبلغ بقرار إعفائه وهو خارج المغرب. وحسب دردشات "اليوم 24" مع بعض قيادات الحزب على هامش اجتماع المكتب السياسي أمام مقر الحزب بحي الرياض، بالرباط، فإن الاجتماع لم يكن عاديا لكونه اجتمع لمناقشة حيثيات وخلفيات إعفاء شخصين بارزين في الحزب، من مهمتهما الوزارية، وهما محمد نبيل بنعبد الله، الامين العام للحزب، والحسين الوردي، الذي كان قد لقبه عبد الاله بنكيران لما كان رئيسه في الحكومة السابقة ب"الوزير الشجاع"، فضلا عن توبيخ وزير سابق في الحزب، محمد الأمين الصبيحي. ورغم أن الاجتماع لم يكن عاديا، إلا أن الملامح التي بدت على وجوه قيادات التقدم والاشتراكية، كانت عادية وكأن شيئا لم يحدث، وأبرزهم نبيل بنعبد الله الذي بدا وكأنه لم يطله قرار الاعفاء، وبدا ذلك حتى من حديثه مع من حضر من الصحافيين لمقر الحزب ومع بعض قيادة الحزب بعد انتهاء الاجتماع، قبل أن يمتطي سيارته الخاصة ويغادر مقر الحزب، رفقة كريم التاج. وكان أول من غادر اجتماع المكتب السياسي الحسين الوردي الذي رد بكونه "في حالة جيدة وأنه سعيد"، في إشارة إلى أنه راضٍ على أدائه على رأس وزارة الصحة لمدة حوالي ست سنوات، أي خمس سنوات في حكومة بنكيران وسنة من حكومة العثماني، قبل أن يطاله قرار الاعفاء على خلفية برنامج "الحسيمة منارة المتوسط". وخرجت قيادة التقدم والاشتراكية من مقر الحزب بعد انتهاء اجتماع المكتب السياسي بجواب واحد وهي أن "المكتب قرر أن لا ندلي بأي تصريح كيفما كان"، خشية أن يتم تأويل أي تصريح سياسيا من قبل الفاعلين السياسيين من جهة، ومن جهة أخرى للابقاء على غموض مواقف حزب علي يعتة، قبل معرفة ما ينوي رئيس الحكومة فعله، بخصوص ملء المناصب الوزارية الشاغرة، لاسيما بعدما تداول الرأي العام عن احتمال التحاق حزب الاستقلال بحكومة العثماني. وتجنب المكتب السياسي للحزب المذكور اتخاذ قرار واضح بخصوص بقائه في الحكومة من عدمه، رامىا بالكرة في ملعب رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني. وحسب المعطيات التي حصل عليها "اليوم24′′، فإن أعضاء المكتب السياسي، المجتمع اليوم الخميس، منذ العاشرة صباحا وإلى غاية الرابعة، قرر انتظار اتصال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بخصوص تعويض وزراء التقدم الذي تم إعفاؤهم. وأجمع أعضاء المكتب السياسي على التريث في إصدار أي قرار من قبل الحزب قبل معرفة الخطوات التي سيقبل عليها العثماني، لملء المناصب الوزارية الشاغرة. كما أجمع المكتب السياسي على دعم والتنويه بالأداء الذي قدمه وزراء الحزب، لاسيما الذين تم إعفاؤهم، معتبرين أن القرار "كان سياسيا". هذا وقرر المكتب السياسي عدم إعطاء أي تصريح حاليا، قبل أن تتضح الأمور. ويرتقب أن يستدعي المكتب السياسي اللجنة المركزية للحزب في الأيام القادمة، لمناقشة أي قرار سياسي يمكن أن يقدم عليه الحزب، بخصوص بقائه في الحكومة من عدمه.