لفظ شيخ متقاعد، مساء أول أمس الاثنين، آخر أنفاسه، داخل إحدى المصحات الخاصة بمدينة الرباط، متأثرا بعملية التنكيل العنيف الذي تعرض له على يد "مشرملين" عندما كان يهم، قبيل الفجر، بفتح باب المسجد في وجه المصلين بمدينة القصر الكبير. الهالك الحاج "عبد الله النالي"، وهو مسن متقاعد عاد إلى مدينته القصر الكبير، بعد سنوات عمل بالمهجر، وبالضبط بجبل طارق، ودأب بشكل تطوعي على فتح باب مسجد القدس الواقع بتجزئة "أطاع الله" بالقصر الكبير، وبينما كان كعادته يستعد، قبيل فجر يوم السبت المنصرم، لفتح باب المسجد، حتى باغته "قطاع الطرق"، وأشهروا الأسلحة البيضاء في وجهه، لترهيبه كي يسلبوه كل ما بحوزته، وعندما حاول الدفاع عن نفسه، شرعوا في التنكيل بجسده، حيث وجهوا له ست طعنات، حيث أصيب بأطرافه، وكذا بجرح غائر بالجانب الأيمن أسفل الظهر، ما تسبب في تمزق بأمعائه وكبده، إذ سقط أرضا، حتى فوجئ المصلون به وهو يتمرغ في دمائه. ولم ينجح مسلسل التدخلات الطبية في إنقاذ حياة الهالك "النالي"، حيث بدأت محاولات إسعافه عندما نقله أبناؤه إلى المستشفى المحلي بالقصر الكبير، فتم رتق الجرح الغائر الذي كان واضحا بجانبه الأيمن، لكن حالته الصحية تدهورت بشكل ملفت، ليتم ترحيله، منتصف السبت، إلى مصحة خاصة بطنجة، حيث أجريت له عمليتين باطنيتين لرتق الأمعاء والكبد، وتعويض الدماء التي ضاعت منه، ب 8 أكياس من الدم، لكن حالته زادت سوءا، ليتم نقله مرة أخرى، مساء الأحد الماضي، إلى مصحة خاصة بالرباط، قبل أن يدخل في غيبوبة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة، حوالي الساعة الثالثة من مساء أول أمس الاثنين. في السياق نفسه، طالبت الشبكة المغربية لحقوق الإنسان، ورقابة الثروة وحماية المال العام بالقصر الكبير، وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني، في بيان نشرته على صفحات "الفيسبوك"، بإرسال تعزيزات أمنية عاجلة ووسائل لوجستيكية، جراء التدهور الأمني الخطير الذي خلف حالة من الذعر والاستياء العام لدى السكان الذين أصبحوا غير مطمئنين على سلامة حياتهم وممتلكاتهم، في ظل تقصير السلطات المعنية في القيام بواجبها، مبررة ذلك بالخصاص الكبير في الموارد البشرية والآليات اللوجستيكية، بحسب البيان. وبينما قرر دفن جثمان الهالك، بعد ظهر أمس الثلاثاء، لا تزال السلطات الأمنية تشن عمليات تمشيطية مكثفة، في محاولة لتوقيف الجناة، حيث اعتقلت شابين يشتبه في ارتكابهما الجريمة الشنيعة، دون التأكيد على أنهما الفاعلان الحقيقيان، ما اعتبره نشطاء حقوقيون ومقربون من الضحية، على أنها محاولات لتهدئة غضب الشارع العام بالقصر الكبير.