أعطى الملك محمد السادس، مساء اليوم الاثنين، الانطلاقة الرسمية لمشروع تمديد الخط 2 لترامواي الرباط -سلا على طول 7 كلم، لتبدأ أولى مراحل برنامج توسيع شبكة النقل بواسطة الترامواي بالتكتل الحضري الرباط -سلا -تمارة، والذي يطمح في نهاية المطاف للوصول إلى 29 كلم، إضافة ستعزز النقل المستدام وأواصر الصلة بين ساكنة العدوتين. وسيتطلب هذا المشروع استثمارات بقيمة 1,7 مليار درهم، ويرتقب الشروع في استغلاله في يوليوز 2019، وينسجم كليا مع أهداف البرنامج المندمج لتنمية مدينة الرباط 2014- 2018، المسمى "الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية"، وسيربط بين أحياء عالية الكثافة السكانية (نحو 400 ألف نسمة)، لاسيما حي يعقوب المنصور بالرباط وحي مولاي إسماعيل وقرية اولاد موسى بسلا. وعموما، يتوقع أن تشمل الآثار الايجابية للبرنامج الإجمالي للتوسيع ساكنة تقدر بنحو 560 ألف نسمة، ستبلغها خدمات النقل بواسطة الترامواي مع كل المزايا التي تخولها وسيلة النقل البديلة هاته، استجابة للطلب اليومي الملح والمتزايد للتنقل بين ضفتي أبي رقراق، وضمن دينامية التحول الشاملة التي تشهدها العاصمة الرباط. ويهم برنامج توسيع شبكة النقل بواسطة الترامواي، حسب معطيات الموقع الإلكتروني لوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، تمديد خط الترامواي بمدينة الرباط على طول 14,3 كلم، بما يشمل حي يعقوب المنصور (2,3 كلم) بعدد محطات يصل إلى أربع محطات، وحي الرياض (ب1 وب2) على طول 5 كلم (عشر محطات)، وحيي المنزه والمسيرة على طول 4,5 كلم (7 محطات). كما سيتم تمديد هذا الخط على طول 2,5 كلم بحي أكدال، وذلك بعد تهيئة محطة القطار فائق السرعة. وعلى مستوى مدينة سلا، سيهم البرنامج تمديد خط الترامواي ليصل إلى حي مولاي اسماعيل وقرية أولاد موسى على طول 4,6 كلم، (9 محطات)، بالإضافة إلى تمديد الشبكة إلى سلاالجديدة على طول 5 كلم (8 محطات)، بالإضافة إلى مدينة تمارة على طول 5 كلم (5 محطات). وتمت في ماي 2014 المصادقة على برنامج تمديد شبكة ترامواي الرباط -سلا عبر عدة مراحل خلال الفترة 2016-2022 وذلك بميزانية تقدر ب5 ملايير و600 مليون درهم مع احتساب الرسوم. وتنطلق مرحلة التوسيع بعد أن أضحى الترامواي، منذ انطلاقه في 2011، وسيلة نقل عام حضرية رئيسية ومشتركة تستجيب على نحو كاف للطلب المتزايد على التنقل في هذا التجمع الحضري، وتتكيف مع التنقلات الكثيفة على المحاور الهيكلية للتجمع، حسب وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق التي أشارت إلى أن معدل توفر القطارات على شبكة النقل يبلغ 97 بالمائة. وحسب الوكالة، فقد عزز النقل بواسطة التراموي التماسك الاجتماعي بين ساكنة العدوتين وفرض نفسه كحل للتنقل المستدام، حيث بلغ عدد المشتركين النشيطين شهريا 17 ألف مشترك، فيما يمثل الطلبة 50 بالمائة، والنساء 54 بالمائة من المسافرين على متن هذه الوسيلة، مقابل 46 بالمائة للرجال، بينما يستعمل 64 بالمائة من المسافرين الذين يمتلكون سيارة واحدة على الأقل هذه الوسيلة للتنقل. فبعد أكثر من ست سنوات، يشكل الترامواي اليوم منعطفا هاما في مجال النقل الجماعي بهذا التكتل الحضري، بتوفير ظروف نقل مريحة لحوالي 110 آلاف راكب يوميا ضمن خطين يمتدان على طول 20 كلم وأصبحت هذه الوسيلة جزءا من المشهد اليومي، استأنست به الساكنة المحلية تدريجيا مع مرور الوقت. وسجلت الوكالة في هذا السياق انخفاضا في معدل الحوادث المرتبطة بالترامواي خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث بلغت نسبتها 0,51 بالمائة في كل 10 آلاف كلم، فيما بلغ متوسط الاحتيال 1,12 بالمائة.