بعد شهور من التعقب، ألقي القبض على المتهم الرئيسي في عملية تسريب 32 طنا من الحشيش من عبر ميناء طنجة المتوسطي في ماي الماضي.. ولا يستبعد أن يكشف هذا المتهم الرئيسي عن مفاجأت كبيرة أثناء التحقيق تمكنت الشرطة الدولية الأنتربول، قبل ثلاثة ايام، من توقيف الجمركي الذي فر خارج المغرب، والمتهم الرئيسي في تعبيد الطريق لواحدة من أضخم عمليات تهريب المخدرات عبر ميناء طنجة المتوسط منذ بدْء الأشغال به سنة 2007. وأفادت مصادر مسؤولة، أن «م .ع» قد ألقي عليه القبض في «فنلندا» التي قدم إليها من النرويج، وكان يتجول بين المدن الإسكندنافية، وهو يدرك بأنه موضوع مذكرة بحث دولية، ويمكن اعتقاله في أية لحظة. هذا المفتش الجمركي الذي ظل هاربا لحوالي عام، كان إلى جانب جمركي آخر وعنصرين من الأمن الخاص ضمن شبكة المتهمين بتسريب نحو 32 طنا من المخدرات، كانت قد عبرت الميناء في ماي من السنة الماضية، عبر شاحنة للنقل الدولي كانت تحمل صناديق قليلة من البطيخ، فيما الصناديق الأخرى كانت كلها مليئة بالمخدرات. الجمركي المعروف ب «العالم» داخل الميناء المتوسطي، كان وفق تصريحات الجمركي المعتقل على خلفية هذا الملف، يعلم تفاصيل عملية التهريب، ولم يكن يطلعه هو على الكمية الحقيقية المهربة، وهو الذي كان ينسق مع أصحاب البضاعة الحقيقيين، وجرى تنسيق بينهم قبل نحو أسبوعين من تنفيذ هذه العملية التي مرت بنجاح وفي ظرف زمني قصير. الجمركي المتهم كان يدرك جيدا أن الاعتقال سيطاله، بعدما حلت الفرقة الوطنية لمباشرة التحقيق في هذا الملف، كما أن أشرطة كاميرا داخل الميناء أظهرت بشكل واضح تورطه في هذه العملية، لذلك فكر في طريقة للفرار خارج أرض الوطن. وكان باب سبتةالمحتلة المعبر السهل الذي فر منه الجمركي، واستغل علاقته بالجمركيين هناك، لذلك عبر الحدود من الجانب المغربي، ثم قام بختم جوازه لدى الشرطة الإسبانية قبل أن ينتقل عبر باخرة سريعة من ميناء سبتة إلى ميناء الجزيرة الخضراء. هكذا، استطاع الجمركي العقل المدبر لهذه العملية الفرار من قبضة العدالة المغربية، لكن الوكيل العام بعث بمذكرة بحث دولية من أجل توقيف هذا الجمركي، الذي لم يعرف إلى حدود كتابة هذه السطور، هل تم تسليمه إلى المغرب، أم مازال في قبضة الشرطة الدولية. وكانت عملية تسريب هذه الأطنان الكبيرة من المخدرات قد شكلت صدمة كبيرة لدى الأجهزة الأمنية العاملة في ميناء طنجة المتوسط، سيما الطريقة التي مرت بها المخدرات، لأنها لم تمر عبر المسار الطبيعي حتى تخضع للتفتيش وتجتاز جهاز «السكانير»، لكن الشاحنة مرت من طريق آخر الذي رسمه الجمركي «العالم». بيد أن هذه المخدرات لم تنجح في الوصول إلى أوربا لأنها سقطت في يد الشرطة الإسبانية، قبل أن تغادر البوابة الرئيسية لميناء الجزيرة الخضراء، وتم اعتقال سائق الشاحنة الذي اعترف بأنه صاحب المخدرات، اعتراف دفع السلطات الإسبانية إلى إغلاق الملف لأن برأيها تمكنت من اعتقال صاحب المخدرات، لكن الشرطة المغربية فتحت تحقيقا آخر هنا بالمغرب لمعرفة أصحاب المخدرات الحقيقيين.