بعد 24 ساعة على خروجه منتصرا من اجتماع لجنة الأنظمة والمساطر التابعة للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، سارع عبد الإله بنكيران، إلى إصدار توجيه جديد إلى مناضلي حزبه لوقف تداعيات الصراع بين مؤيديه وتيار الوزراء، وهو الصراع الذي كانت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة له قبل انعقاد اللجنة وبعده. بنكيران اعتبر في التوجيه الجديد، أن" التفاعلات بين أعضاء في الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي التي سبقت انعقاد اجتماع اللجنة أمس الأحد، أو تلك التي صدرت عقب هذا الاجتماع وما تزال متواصلة" أمر غير مقبول بالمرة"، ل"عدم انضباطها على العموم لمنهج وآداب الاختلاف ومست بأخلاق الأخوة والاحترام المطلوبة بين مناضلي الحزب، كما أن بعضها اشتط إلى حد الإساءة للأشخاص والانتصار المتعصب لفكرة أو رأي أو اختيار". وقال بنكيران في توجيهه إن "حزب العدالة والتنمية حزب مؤسسات وقوانين وأنظمة ومساطر، وهذه المؤسسات هي المخولة باتخاذ ما تراه ملائما من قرارات بعد تداول حر ومسؤول لأعضائها، والمؤسسات في منهجنا تعلو على الأشخاص مهما علت مواقعهم، لذلك كرسنا في ممارستنا التنظيمية القاعدة الذهبية التي جعلناها في ديباجة نظامنا الأساسي وهي " الرأي حر والقرار ملزم"، ومما تعنيه هذه القاعدة حفظ حق العضو وحريته في إبداء رأيه داخل المؤسسات والالتزام الجماعي بالقرارات المتخذة اتفقنا معها أم لم نتفق". أمين عام "البيجيدي"، الذي خرج منتصرا من اجتماع لجنة الانظمة والمساطر، بعد أن تم تعديل المادة 16 من النظام الأساسي في اتجاه السماح له بولاية ثالثة، أكد في توجيهه إلى أهم رسالة ينبغي التقاطها من اجتماع اللجنة، هي أن "هذا الاجتماع كان درسا ديمقراطيا عالي الدلالات، والذي نجح فيه أولا وأخيرا هو الحزب وديمقراطيته الداخلية، ومن أوجه هذا النجاح الأجواء الإيجابية التي انعقد فيها الاجتماع إلى النهاية مما عز نظيره، والنقاش الحر والمسؤول والمتعدد والغني الذي عرفه وبالإنصات المتبادل لكل الآراء، وهي الرسالة التي نعتز بها وينبغي على الجميع العمل على صيانتها من أي عبث أو تشويش أو تشويه". وفي رسالة مباشرة إلى مؤيديه وخصومه داخل الحزب، دعا بنكيران من يعنيهم الأمر إلى "الكف عن جميع الإخلالات والإساءات في التواصل الاجتماعي، وأن نصون جميعا أعمالنا من العبث، وألا نكون كمن يخربون بيوتهم بأيديهم، فاعتبروا يا معشر مناضلي ومناضلات العدالة والتنمية"، يقول زعيم الحزب الإسلامي.