هو الرجل الذي تولى أكبر منصب رسمي في الدولة باسم حزب الأصالة والمعاصرة. خطوة تحقيق "الحلم الكبير" بدأت -حسب جل المصادر- بدعوته ليكون أحد الموقعين على وثيقة تأسيس حركة لكل الديمقراطيين عام 2007، التي رعاها صديق الملك ووزير داخليته سابقا ومستشاره حاليا، فؤاد عالي الهمة. "هذه الحركة كانت بداية طفرة في مسار حكيم ومقدمة لكل ما سيقع لاحقا. كنا نعلم من البداية أنه الوجه الذي يعوّل عليه للقيام بدور خاص، فهو ينتمي إلى المنطقة نفسها التي ينحدر منها إلياس العماري، وعلاوة على كونه ريفي فهو يتحدث العربية جيدا لكونه درس في المعهد الأصيل، وتكوينه يجعل منه قانونيا وخطيبا وتجربته الطويلة في جمعية "أريد" ودينامية ما بعد زلزال الحسيمة في 2004، جعلته يتمتع بقدر من المصداقية عند أبناء الريف"، يقول مصدر عرف بنشماش على مدى سنوات. جمعية "أريد" المعروفة في بعض الأوساط باسم "اللوبي الريفي" كانت بوابة أولى نحو المصعد، "فهي المحطة التي برز فيها بقوة بعد سنوات من ابتعاده عن الأنظار. كنا كأطر ريفية نعمل ونلتقي في سياقات مختلفة، لكن حكيم كان نادر الظهور خاصة في التسعينيات"، يقول أحد مصادر "أخبار اليوم"، مضيفا أن ظهوره الجديد مع مطلع "العهد الجديد" ،جعله يكون قريبا من "دينامية إلياس العماري، فهذا الأخير كان نشيطا ومعروفا بحكم عمله المطبعي وكناشر، ثم من خلال نضاله في قضية الغازات السامة في الريف، فكانت عودة حكيم أساسا عبر بوابات يفتحها إلياس، من قبيل جمعية "باديس" ثم شبكة "الأمل" التي قدّمت خدمات اجتماعية، لكن الفرصة الأبرز كانت بعد زلزال الحسيمة، وتزامنها مع تجربة الإنصاف والمصالحة، ما جعله يكون أول رئيس لجمعية الريف للتضامن والتنمية (أريد)، إلى جانب أطر ريفية مثل بنتهامي وأمغار وبنشريف وبوطيب…". أحد الذين رافقوا بنشماش في رحلة صعوده الصاروخي في العقد الأخير، يتذكّر كيف كان حكيم بنشماش -صيف العام 2008- يجلس في أحد فنادق الحسيمة مشرفا على مهرجانها السنوي، "ليأتيه الاتصال الهاتفي الذي منحه الضوء الأخضر للصعود، "قال لنا يومها إنه استدعي للانتقال فورا إلى الرباط لحضور أمر عظيم، وهو ما عرفنا لاحقا أنه عملية تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة والذي سيدخل مكتبه السياسي". منذ ذلك الصيف، أصبحت ألقاب الرجل تتوالى، من رئاسة مقاطعة إلى دخول البرلمان، فالاقتراب من زعامة الحزب. "كان يجمع كل تلك الصفات لأن البام كان بحاجة لشخصية مثله، وتميّزه يكمن في قدرته على الجدال وتمرير الرسائل السياسية وإثارة بعض المشاكل، ومن يعتقد أن صعوده المتواصل هذا كان فيه مجرد دمية مخطئ، فلحكيم أيضا طموحاته ورهاناته، ويمكنني أن أخبرك بكل يقين، أن فكرة ترؤسه مجلس المستشارين كانت موجودة في دهنه منذ عام تقريبا".