أعاد قرار الملك سلمان بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة إلى الأذهان معركة دينية طويلة كان بطلها الدكتور يوسف القرضاوي، الذي وضعته السعودية على قوائم الإرهاب مؤخرا، وعلماء المملكة. الشيخ يوسف القرضاوي، كان سباقا لمراسلة الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز سنة 2011، ويدعوه فيها إلى السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة. وجاء في رسالة وجهها القرضاوي لملك السعودية يشكره فيها على تصريحاته بشأن المرأة السعودية وتمكينها من المشاركة في مجلس الشورى "إني إذ أبعث إليكم بتهنئتي هذه وتعبيري عن مدى فرحي وتقديري لتصريحاتكم وقراراتكم، لأرجو من الله أن يكون خير البلاد والعباد على أيديكم، وأن يتم في بلدكم العزيز السماح للمرأة المسلمة بمزاولة القيادة واستقلال السيارة بالضوابط الشرعية كغيرها في بلاد المسلمين". وأضاف "يا جلالة الملك إن الحرام ما حرمه الله في كتابه، أو على لسان نبيه نصا صريحا، والحلال كذلك، والأصل في الأشياء أنها حلال ما لم يرد إلينا نص صريح بتحريمه، وقد فتح الله على المسلمين، وأحل الله لهم ما لم يحله للأمم السابقة". رسالة القرضاوي، لقيت اعتراضا شديدا من قبل أعضاء هيئة كبار العلماء الذين اعتبروا رسالته تطاولا على اختصاصهم وعلى المملكة، قبل أن يسارعوا أمس إلى مباركة قرار الملك سلمان، وهو ما جعلهم مثار سخرية بسبب عدم استقلالية أرائهم عن السلطة الحاكمة.