"نصف جمال المرأة شعرها"، مقولة عمرت طويلا لدى العرب، فبجمال الشعر يقاس جمال الأنثى، لكن لكل قاعدة كيفما كانت هناك استثناء، وهذه المرة خلقته الممثلة المغربية يسرى طارق، التي كان لها رأي آخر، وباقتناع تام قررت حلق شعر رأسها بأكمله من أجل "الريف". الخطوة، التي أقدمت عليها يسرى طارق، لم تكن اعتباطية، فابنة الريف قررت التخلي عن شعرها لأداء دورها في عمل سينمائي جديد يحمل عنوان "طاقة القدر"، والذي يحكي معاناة أهل الريف مع الغازات السامة، التي خلفتها حروب المستعمر الإسباني في المنطقة. تقول يسرى طارق في تصريحها ل"اليوم 24" إنها "صاحبة فكرة فيلم "طاقة القدر"، هذا العمل الذي كتبه المخرج محمد اليوسفي، بعد أن حوله إلى رواية حملت عنوان "السمفونية الخامسة"، والتي تم تحويلها لسيناريو العمل". تضيف يسرى في تصريحها، أنها تؤدي في فيلم "طاقة القدر" دور زوجة أحد المقاومين في فترة اندلاع شرارة حرب الريف، بقيادة المجاهد عبد الكريم الخطابي في الفترة بين عامي1921 و1926، هذه الحرب، التي قذفت فيها السلطات الإسبانية منطقة الريف بالغازات السامة. فكرة كتابة يسرى طارق لفيلم يحكي معاناة المدنيين في الريف مع الغازات الإسبانية المدمرة، لم تكن وليدة لحظة فقط، لكن انتماء يسرى إلى جبال الريف، وتكوينها الإعلامي جعلها تضع الموضوع من أولى اهتماماتها، حسب قولها. وحسب المعلومات، التي كشفتها بطلة "طاقة قدر"، فإن طاقم الفيلم انتهى من التصوير، قبل أسبوعين، بين مدينتي طنجة، وأصيلا، كما أن العمل الآن في مرحلة التوضيب، والإعداد، استعدادا لطرحه في القاعات السينمائية في الأشهر القليلة المقبلة. وعن اتخاذها قرار حلق شعرها مرة واحدة، تقول يسرى طارق، إنها وقعت ضحية صراع إحساس متناقض بين ما تريده، وإحساسها الداخلي الفطري، لكن قرارها كان محسوما، باعتبارها امرأة متصالحة مع جسدها، بالإضافة إلى ذلك، كون العمل سيسلط الضوء على قضية وطنية تقرب الشباب من تاريخ بلده. وعلى الرغم من اقتناعها بالخطوة، التي أقدمت عليها، إلا أن نظرة الشارع إلى امرأة حليقة الشعر لم تسلم منها يسرى طارق، إذ أكدت في حديثها مع "اليوم 24" أن الذين ألفوا الصورة النمطية للمرأة بشعرها مسدولا، أو حجاب فوق الرأس، كانت نظراتهم إليها غريبة.