قال عبد الرحمان رشيق، أستاذ جامعي في السوسيولوجيا الحضرية، إن على الدولة ضمان السميك الاجتماعي. ما هي في نظرك أبرز التحديات الاجتماعية التي ستواجه حكومة العثماني في الدخول السياسي المقبل؟ أظن أن أكبر التحديات التي تواجه الحكومة هي الشغل والسكن لكي تضمن "السميك" الخاص بالاندماج الاجتماعي؛ لذلك سيكون التدبير السياسي للاحتجاجات الاجتماعية على المحك، خصوصا بعد الحركات الاجتماعية التي عرفتها وتعرفها منطقة الحسيمة. إلى جانب هذه المطالب الاجتماعية التي تعتبر الحد الأدنى لكي يعيش المغربي والمغربية في كرامة، فإن ضمان الحقوق الاجتماعية والثقافية والسياسية، هو الذي سيضمن الاستقرار ويمنح الإحساس بالمواطنة. هل ينذر حراك الريف بتمدد الاحتجاجات في مناطق أخرى؟ هناك أربعة مشاريع كبرى ما تزال قيد الإنجاز تثير الانتظارات والآمال لدى ساكنة تعيش في ضواحي المدن، وفي المناطق القروية المعزولة: الشبكات الطرقية، سياسة السكن الاجتماعي، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والأنظمة الجديدة للتغطية الصحية. ينعكس أثر التركيز الشديد لوسائل الإعلام على المشاريع التي دشنها الملك في مختلف جهات المغرب، والوعود التي قدمت ولم تتحقق، على تنظيم الاحتجاج الاجتماعي وتحريكه. أليس الخوف من الانزلاق نحو المقاربة الأمنية تحديا كبيرا لفريق العثماني؟ لقد نجح المغرب في غرس عادة الاحتجاج الاجتماعي السلمي في الفضاء العمومي، بصفة تدريجية منذ بداية النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي. لقد حلت الوقفة والمظاهرة والمسيرة، محل تمرد الثمانينيات. وما يجري الآن في منطقة الحسيمة، لخير دليل على ما أقوله. فعلى الرغم من أننا أمام مظاهرات غير قانونية، فالحراك مستمر لعدة أشهر دون أن نسجل تدخلا مفرطا في القمع لهذه المظاهرات التي تقام بدون ترخيص وبدون إشعار لمدة شهور، لأنه ليس هناك أي مسؤول عن الحراك. لكن من جهة أخرى، على الدولة المغربية أن تنجح في التدبير السلمي للاحتجاجات السلمية. والآن يظهر، من خلال السلوك السياسي للدولة تجاه غضب المواطنين بمنطقة الحسيمة وبعض المدن المغربية، وبعد اعتقال بعض زعماء الحركة الاحتجاجية، بأن هناك ترددا في أجهزة الدولة بعد تعثر آليات الحوار وعدم نجاح أية وساطة سياسية بين الدولة والغاضبين. فلا أرى إلا الحوار كحل في الأفق، فالمزايدات من طرف المحتجين أو أجهزة الدولة لا يؤدي إلا للتطرف والعنف المميت. وهذا ما لا يتمناه أي مواطن يحب المغرب والمغاربة. فأية ضحية ستسقط في المظاهرات ستفسد كل ما بناه المغرب منذ سنوات.