بعد الجدل، الذي أثاره ظهور الطريقة الكركرية في الجزائر، واتهام أتباعها باختراق المجتمع الجزائري خدمة لأجندة المغرب، خرج البروفيسور محمد بنبريكة، الأستاذ في معهد الفلسفة بالجزائر ليدافع عن الطريقة، ويقدم رواية أخرى حول أصلها، ومنشئها. وقال بنبريكة في مقابلة مع موقع الحوار الجزائري "إن الطريقة الكركرية طريقة سنية جزائرية لا غبار عليها، ونحن الذين صدرناها إلى المغرب". وأوضح الباحث الجزائري أن "الشيخ محمد فوزي الكركري، المولود عام 1974، في مدينة العروي المغربية، وتتلمذ على يد عمه الشيخ حسن الكركري، الذي تتلمذ على يد والده الطاهر الكركري، وهذا الأخير تتلمذ على يد سيدي أحمد بن مصطفى العلاوي المستغانمي. والشيخ محمد فوزي عالم من أكبر رجال الطرق في التاريخ، وله أكثر من 30 مؤلفا، والذي كتب عنه الطبيب الإنجليزي المستشرق، الذي كان يعالجه، كتابا عنوانه "رجل صالح أولي من القرن العشرين"، كما كانت له محاضرات قيمة بمعية جمعية العلماء المسلمين، وصحيفة تدعى "البلاغ""، بجسب بن بريكة. وأوضح المصدر ذاته أنه من رحم هذه الطريقة خرجت الطريقة الكركرية، لأن الشيخ طاهر جاء إلى مستغانم، وتتلمذ على يد الشيخ العلوي، وأخذ عنه الطريقة. الباحث الجزائري قال إنه اجتمع ب"الشيخ فوزي الكركري مرة واحدة، وحضر درسه العلمي، وهو يتفجر علما وله عدة كتب". بن بريكة استدل، أيضا، بما كتبه "المستشرق الفرنسي الشاب، الذي أسلم فيما بعد "أدريان زاباتا"، والذي طبع كتاب في باريس عنوانه "أصول الطريقة الكركرية" وفيه أكثر من 300 صفحة للتعرف على الكركرية، التي تعد فرعا من الطريقة الأم "العلوية". إلى ذلك، حذر الباحث الجزائري من تهويل الجزائريين لقضية الطريقة الكركرية، وقال يجب أن نستغل كل ما يقرب شعوبنا إلى بعضها، ولا نبالغ في الحديث عن اختراقات دينية، في حين نغفل عن الذين يقومون ببيعة سياسية لأحد الحكام في الدول الخليجية، ولا هم لهم في أوطانهم. وأضاف الباحث نفسه أن تلك البيعة هي الخطر على الجزائر، أما أن يأخذ الإنسان ذكرا عن شيخ من الشيوخ ليردده في صلاته، وفي وقت من أوقاته فلا أرى خطرا في هذا"، بحسبه. وكانت وسائل إعلام جزائرية قد هاجمت الطريقة الطريقة الكركرية، التي يوجد مقرها بالعروي في ريف المغرب، واعتبرتها مخططا مغربيا لاختراق الجزائر، كما قامت السلطات الجزائرية بالتحقيق مع أتباع الطريقة، بعد ظهورهم مرتدين ثيابا مزركشة.