لجأت وزارة الداخلية إلى تقليص كبير لميزانية مقاطعات العاصمة الرباط المخصصة للتنشيط الثقافي والرياضي، والتي يدبر البيجيدي معظمها، ما أغضب عددا من رؤساء المقاطعات. عبد المنعم مدني، رئيس مقاطعة يعقوب المنصور، قال ل«أاليوم24» إن هذا التقليص جاء نتيجة ل«تفويض» مجلس الرباط إلى وزارة الداخلية إعداد ميزانية الجماعة، بعدما تم رفض الصيغة التي أعدتها الجماعة. وفي السياق نفسه، قال العمدة محمد صديقي إنه «من الطبيعي أن تتضامن المقاطعات مع مجلس المدينة لأداء جزء من المصاريف المتعلقة بالماء والكهرباء»، ما جعل ميزانيتها تتقلص. وتقدر ميزانية العاصمة بحوالي 900 مليون درهم، وينص قانون الجماعات على أن 10 في المائة منها يجب أن توجه للمقاطعات، أي حوالي 90 مليون درهم توزع على 5 مقاطعات في العاصمة، هي: أكدال، الرياض، يعقوب المنصور، حسان، اليوسفية، ويدبرها البيجيدي، إضافة إلى مقاطعة السويسي التي يسيرها الأصالة والمعاصرة، لكن الميزانية التي أعدتها الداخلية فرضت على المقاطعات أداء مصاريف الماء والكهرباء. مثلا، مقاطعة يعقوب المنصور، حددت ميزانيتها في 23 مليون درهم، لكن سيكون عليها أداء 17 مليون درهم سنة 2017، كمصاريف لشركة ريضال، رغم أن هذه مصاريف «غير إجبارية» للمقاطعات. ويأتي هذا القرار في وقت تعرف ميزانية العاصمة عجزا مزمنا، حيث فاقت النفقات بشكل كبير المداخيل، وذلك بسبب الإصلاح الجبائي لسنة 2007 الذي قلص المداخيل، وكذا بسبب ارتفاع نفقات الكهرباء ب40 في المائة، وارتفاع نفقات الأحكام القضائية ضد الجماعة والتي فاقت 100 مليون درهم. من جهة أخرى، عرفت الدورة الاستثنائية لمجلس العاصمة، والتي عقدت في 15 غشت الجاري، بدعوة من الرئيس محمد صديقي، حالة من الفوضى، بسبب عرقلة منتخبي الأصالة والمعاصرة أشغالها، ما أدى إلى فشل الدورة بعد أربع ساعات من الجدل والسب، وأحيانا الضرب. جدول أعمال الدورة تضمن المصادقة على عدة مشاريع، منها ما يتعلق بالتدبير المفوض لإنجاز وتدبير مرائب تحت أرضية للسيارات، وسط العاصمة، منها مرأبان في كل من باب الحد وباب شالة، وإحداث شركة تنمية محلية لتدبير المحطة الطرقية الجديدة للرباط، والتي يجري التخطيط لإنشائها قرب مركب محمد الخامس بالرباط، واتفاقية لاقتناء عقار لإنجاز المعرض الدولي للرباط، ومشروع بناء وتجهيز مركز إدماج المرأة في وضعية صعبة بمقاطعة اليوسفية، واتفاقية لبناء وتجهيز مركز إدماج الانبعاث متعدد الوظائف لإدماج ومواكبة النساء في وضعية صعبة بمقاطعة يعقوب المنصور، وغيرها من النقط التي جاءت باقتراح من والي الرباط محمد مهيدية. منتخبو الأًصالة والمعاصرة لم يكتفوا بمهاجمة العمدة صديقي وعرقلة تسييره الدورة، أمام أنظار السلطة، إنما انتقدوا أيضا والي الرباط، واعتبروا مقترحاته «غير مقدسة»، لأنه لم يستشرهم في هذه المشاريع، واكتفى بالتشاور مع الرئيس والمكتب. العمدة صديقي انتقد بشدة عرقلة الدورة، وقال ل«اليوم24»: «هذه دورة تمت بطلب من والي العاصمة الذي اقترح برامج مشاريع في إطار الرباط عاصمة الأنوار، لذلك تفاعلنا إيجابيا للمصادقة عليها، لكن منتخبي الأصالة والمعاصرة عرقلوها». وينتظر عقد دورة جديدة للمصادقة على المشاريع في منتصف شتنبر، أو انتظار الدورة العادية في أكتوبر.