بعد المنع الذي طال الوقفات الاحتجاجية السلمية المنظمة بعد تشييع جثمان عماد العتابي الذي وافته المنية الثلاثاء الماضي، بعدما تم نقله للمستشفى العسكري بالرباط، إثر إصابته بجروح بليغة على مستوى رأسه، يوم "الخميس الأسود"، أعلنت ساكنة الحسيمة لجوءها لأشكال احتجاجية أخرى غير النزول للشارع، وذلك بعودتها للاحتجاج بالضرب على الأواني، أو ما يطلق عليه ب"الطنطنة". نشطاء الحراك أعلنوا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن العودة إلى الاحتجاج عبر الطنطنة بالأواني المنزلية من على أسطح المنازل، وذلك ابتداء من الساعة العاشرة من مساء أمس الجمعة، بالإضافة إلى تنظيم مسيرات بالسيارات في شوارع المدينة، وذلك ردا على "العنف" الذي تواجه به المسيرات التي تنظم من طرف الساكنة، متوعدين بالتصعيد إلى حين إطلاق صراح المعتقلين، والكشف عن المتورطين في وفاة العتابي ومحسن فكري وتحقيق الملف المطلبي. وتعود أسباب عودة الساكنة إلى الاحتجاج بواسطة الضرب على الأواني، حسب أحد النشطاء تحدث إلى "أخبار اليوم"، إلى محاولة تجنب اعتقالات جديدة والمواجهات بين المحتجين ورجال الأمن، التي غالبا ما يتبعها اعتقالات وإصابات في صفوف المحتجين، المتحدث ذاته قال في التصريح ذاته إن ساكنة الحسيمة ستخرج بأشكال احتجاجية جديدة ستربك السلطات الأمنية وسيتفادون من خلالها الاعتقالات. وحسب مصادر محلية في مدينة الحسيمة، قالت ل"أخبار اليوم" إن ساكنة المدينة تستعد لخوض إضراب عام كل يوم جمعة إلى حين إطلاق سراح المعتقلين، كما أنه سيتم إلصاق صور وأسماء المعتقلين في جميع شوارع وأزقة كل من مدينة الحسيمة وإمزورن، اللتين ينحدر منهما أغلب المعتقلين، بالإضافة إلى هذا هناك دعوات لتنظيم مسيرة مليونية بعد 20 غشت، كالتي نظمت في 20 يوليوز وكان قد دعا إليها ناصر الزفزافي قائد الحراك قبل اعتقاله حسب المصادر ذاتها. وإلى ذلك، قال أحد أعضاء لجنة عائلات معتقلي الحراك السلمي بالريف، إن رفض النيابة العامة تمتيع المعتقلين بالسراح المؤقت بعدما كان قد استأنفته لجنة الدفاع عن المعتقلين، سيؤجج الوضع بالمدينة، خصوصا وأن أفراد عائلات المعتقلين كانوا ينتظرون أن يحاكموا أبناءهم في حالة سراح، مضيفا أنه "بعد الخطاب الملكي لعيد العرش، تفاءلت عائلات المعتقلين بما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، غير أن الوضع لم يتغير وتفاقم أكثر". من جهة أخرى، قال عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين رشيد بنعلي، إن النشطاء الذين تم اعتقالهم من طرف عناصر الأمن عشية تشييع جثمان العتابي، حسب ما توصلوا به من النيابة العامة، هم خمسة شباب يتواجدون في الحراسة النظرية، وسيتم إحالتهم على محكمة الاستئناف بالحسيمة، وأضاف أن "الاعتقالات لازالت مستمرة، إذ تم اعتقال عدد من النشطاء مساء أول أمس الخميس وصباح أمس الجمعة، غير أنهم لم يتوصلوا بعد إلى عدد الموقوفين". في السياق ذاته، وصلت قضية العتابي إلى مقر الأممالمتحدة، إذ حسب ما نقله موقع الأممالمتحدة، فإن صحافيا أمريكيا طرح سؤالا على الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الأربعاء الماضي، بخصوص موقف الأممالمتحدة من وفاة عماد العتابي متأثرا بالجروح التي أصيب بها في احتجاجات 20 يوليوز بالحسيمة، حيث رد هذا الأخير قائلا إن "جهات متعددة في الأممالمتحدة تراقب الوضع، وعندما تتوفر لدنا معطيات سنخبركم بها".