عادت الاحتجاجات، من جديد، إلى أحياء متفرقة من مناطق الريف، بعد وفاة عماد العتابي، الناشط في حراك الريف، الذي وفاته المنية بعد إصابته في مسيرة 20 يوليوز في الحسيمة. وعاشت مدينة الحسيمة، أمس الخميس، على وقع احتجاجات النشطاء من خلال تنظيم وقفتين، الأولى في حي سيدي عابد، أكبر تجمع بشري في الحسيمة وأقدمه، والثانية في حي ميرادور. وعلم "اليوم 24" أنه بعدما نهج شباب حي سيدي عابد خطة يطلقون عليها "شن طن"، التي تعني النزول بسرعة دون سابق إنذار ودون الإعلان مسبقا عن زمان، ومكان الاحتجاج، نزل بضع مئات في وقت لا يتجاوز عشر دقائق، في مكان يطلق عليه "جبل الإذاعة". ونزلت مختلف القوات الأمنية بطريقة مكثفة، وحاصرت بعض الأزقة، التي يحتج فيها النشطاء، منها شارع وزان، من بين أكبر الشوارع في حي سيدي عابد. وانسحب النشطاء فور ظهور بوادر تدخل أمني عنيف، وذلك في حدود الواحدة من صباح اليوم الجمعة. كما شهدت منطقة إمزورن، بدورها، وقفة احتجاجية، ليلة أمس، بينما احتجت تماسينت في وقفة بالشموع ترحما على روح عماد العتابي. وتميزت كل وقفات ليلة أمس برفع شعارات، تطالب بمتابعة من "قتل" العتابي، ومحسن فكري، والشباب الذين ماتوا محترقين في بنك في الحسيمة، وبإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية حراك الريف، وتحقيق كل المطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والحقوقية، التي سطرها ناصر الزفزافي ومن معه قبل اعتقالهم جميعا. وشدد أحد النشطاء بالقول إن "المعركة، التي لا تستطيع الدفاع عن مناضليها ليست معركة"، وأضاف أن "من أراد أن يكرم الشهيد عليه أن يتبع خطاه إلى حين تحقيق الهدف، الذي خرج من أجله الشهداء والمعتقلون". وتوعد نشطاء الحراك بتنظيم مسيرة "ضخمة" يوم 13 غشت في إمزورن بدل الحسيمة، بعدما تأكد الشباب أن الاحتجاجات في الحسيمة أصبحت جد صعبة بالنظر إلى التطويق الأمني، التي تشهده المدينة أمام سهولة تحكم الأجهزة الأمنية في مداخل الحسيمة، بخلاف إمزورن، التي يعتبرها النشطاء منطقة مفتوحة يصعب التحكم فيها من قبل القوات العمومية. وأطلق شباب الحراك على هذه المسيرة المرتقبة ب"مسيرة الوفاء للمعتقلين والشهداء"، تحت شعار "الشهيد خلا وصية..لا تنازل عن القضية".