احتجاجا على نتائج دعم الأعمال المسرحية، إذ لم تحصل أي فرقة من جهة مراكش-تانسيفت والجهة الشرقية على الدعم، استنكرت العديد من الفرق المسرحية، وأبرزها المنتمية إلى جهة البيضاء، ما اعتبرته «إقصاء ممنهجا» من الدعم المسرحي، مطالبة وزير الثقافة بالتدخل مازال الاحتجاج القائم على نتائج دعم الأعمال المسرحية مستمرا، إذ وجه رؤساء الفرق المسرحية المنتمية إلى جهة الدارالبيضاء التي أقصيت من دعم إنتاج وترويج الأعمال المسرحية للموسم الجاري 2013-2014 رسالة تظلم إلى وزير الثقافة جراء ما وصفوه ب«الإقصاء الممنهج والحيف في حق أعمالهم المسرحية»، مستنكرين ما اعتبروه «مهزلة حرمتهم عن قصد من حقهم في الدعم المسرحي الذي بذلوا من أجله الجهد الفكري والفني حتى يكونوا جديرين به ومستحقين له»، مهددين بتصعيد هذه الاحتجاجات وسلك سبل أقوى بهدف تصحيح هذا الوضع والنتائج التي تضرروا منها، والتي ليست حكرا على جهة الدارالبيضاء وحدها. عبد الرحيم ضرمام، الأمين العام لنقابة المسرحيين المغاربة، اعتبر أن نتائج لجنة الدعم للموسم الحالي أبانت عن «اختلالات كبيرة وعميقة» لن تزيد، حسبه، الوضع المسرحي إلا تأزما ما يوحي بانفجار عام في أوساط الفرق والمؤسسات المسرحية الفاعلة، وأن من بين أسباب هذه الاختلالات «خروج اللجنة على المعايير المحددة والمنطبقة في القانون المنظم للدعم المسرحي وبناء معايير جديدة لا تنسجم ومشروع الدعم المسرحي. وطالب ضرمام في هذا السياق وزير الثقافة بفتح تحقيق في الموضوع. وأوضح مسرحيو البيضاء أنه من بين 23 فرقة مسرحية تقدمت لنيل الدعم، لم تدعم سوى اثنتين بعدما لم تبق اللجنة سوى على ثمان للمعاينة، لتتساوى، بذلك، جهة من حجم الدارالبيضاء بالكثير من المناطق الصغرى بالمملكة. وهو ما اعتبره عبد المجيد شاكر، المخرج والباحث المسرحي، ومدير فرقة مسرح أبعاد الذي أقصي عرضها الأخير من الدعم، في حديث ل «اليوم24»، أمرا غير معقول، لم تراع في اتخاذه مجهودات ومستوى بعض الفرق المشهود لها بالإبداع والكفاءة، بصرف النظر عن افتراض مستوى بعض الفرق الذي قد لا يؤهلها للحصول على الدعم. وسجل المسرحيون غياب المعايير الفنية الموضوعية التي يمكن اعتمادها في تقويم العروض المسرحية المقدمة، اللهم ما اعتبرته اللجنة معايير هي في الأصل مفاهيم عامة وفضفاضة (الكتابة الركحية، الأسلوب، الإيقاع...) تصلح آلياتٍ للتحليل والنقد، ولا تصلح أن تكون معاييرَ لتسويغ الأحكام واتخاذ القرارات. ودعت الفرق التي اعتبرت نفسها متضررة من إقصائها من دعم الجهة الوصية على القطاع المسرحي بكل أجهزتها من وزارة ومديرية الفنون وقسم المسرح إلى التدخل الفوري لإيقاف ما وصفته ب«المهزلة»، وإلى تحمل مسؤوليتها تجاه ما اعتبرته «إقصاء ممنهجا وتبخيسا متعمدا» لجهود فنية سجلت حضورها بأحرف بارزة في المشهد المسرحي الوطني، بل العربي والدولي أيضا، وطالما مثلت المسرح المغربي التمثيل المشرف في المحافل الوطنية والعربية والدولية، يضيف بلاغ توصل به الموقع للمسرحيين سالفي الذكر. يذكر أنه تم، خلال الموسم الجاري، دعم 18 عملا مسرحيا من بين 42 من مجموع التراب الوطني، بينها اثنان عن جهة الدارالبيضاء، فيما حازت جهة الرباط-سلا دعم 8 عروض لثماني فرق، بينها فرقة عبد الله أوزاد، التي حصلت على أدنى دعم، والتي يرأسها المخرج المسرحي الأمازيغي، الذي توفي مؤخرا خلال حضوره فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، في الوقت الذي لم تحصل فيه جهة مراكش-تانسيفت على أي دعم، وهو ما يثير حسب المسرحيين التساؤل حول حرمان جهة عرفت تاريخيا بالمسرح، مع العلم بأن الميزانية المخصصة لدعم المسرح لهذا الموسم وصلت إلى 6 ملايين من الدراهم، وفرت منها اللجنة جزءا كبيرا للوزارة، يقول المسرحيون. يشار إلى أن لجنة دعم الأعمال المسرحية تضم أحمد بدري رئيسا، والأعضاء: حكيمة حاتم والممثل المسرحي محمد الجم، ونعيمة زيطان مخرجة مسرحية، وبكرية الحساني «سينوغراف»، وسعيد عامل موظف من وزارة الثقافة ومحمد امنصور، وكذا بوشعيب الطالبي.