وصف رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان جماعة الخدمة التي يقودها فتح الله كولن بالمافيا التي أسست دولة داخل الدولة، تركيا : اليوم 24 والتي كانت تهدف الى احداث انقلاب في تركيا عن طريق اعتقال الأبرياء بتهم مفبركة بالفساد ، جاء هذا التصريح القوي لاردوغان اليوم صباحا في خطاب قوي له امام كتلته البرلمانية في مقر البرلمان بأنقرة. وشن زعيم حزب العدالة والتنمية التركي هجوما قويا على عناصر جماعة الخدمة الذين اتهمهم بتسريب تسجيل صوتي مفبرك الى الصحافة عن مكالمة له مع ابنه بلال يطلب منه فيها نقل أموال الى جمعيات خيرية . وقال اردوغان ( ان هذا العمل قذر وحتى فبركة التسجيلات لها حدود وآداب ،أننا لن نتسامح مع الذي يريد ان يخطف السلطة من الشعب وان يفرض وصايته عليه باسم الوعظ والإرشاد ، ان موعدنا الانتخابات حيث سيقول الشعب كلمته وسيعطي التفويض لمن سيدير البلاد في النور وليس في الظلام ) هذا وتخوض حكومة طيب رجب اردوغان معركة ساخنة إعلامية وسياسية وقضائية ضد جماعة كولن المتهمة باختراق الأمن والقضاء وجهاز المخابرات ومحاولة إسقاط حكومة اردوغان التي كانت حليفتها من قبل وذلك بغية صعود حكومة ضعيفة تمكن الجماعة من فرض وصايتها على الدولة هذا في حين تنفي الجماعة أية علاقة لها بهذه الملفات . وقال مسؤول رفيع في الحكومة التركية في تفسير هذا الانقلاب في مواقف الحركة التي كانت تعلن دائماً عن ابتعادها عن السياسة وتخصصها في التعليم والخدمات الاجتماعية قال لاخبار اليوم التي توجد في زيارة لتركيا ( حكومة اردوغان دعمت جماعة الخدمة ومكانتها من فتح 18 الجامعة خاصة في تركيا لوحدها لكنهم الان انقلبوا علينا الان بإيعاز من الخارج بهدف ضرب التجربة الناجحة لتركيا وذلك عن طريق فبركة ملفات فساد عن المقربين من رئيس الوزراء ملفات حركها قضاة تابعين للجماعة وسط المؤسسة القضائية ) ما هي أسباب انقلاب جماعة كولن عن اردوغان؟ الجواب على لسان نائب رئيس الوزراء التركي( امر الله ايسلر) جماعة كولن تستعمل التقية ويمكن ان أقول انهم شيعة أهل السنة وهم يخفون أجندتهم الحقيقية لقد عارضو وقوف اردوغان في وجه اسرائيل عقب حادثة مرمرة وعارض الحكومة في موقفها من انقلاب العسكر على حكم محمد مرسي وعارض توجه حكومة نحو بناء قوة اقتصادية وديبلوماسية مستقلة عن تأثير الغرب ) وأضاف أمر الله ايسلر في شرح أسباب الخلافات العميقة للحزب الحاكم في تركيا بالقول :( أننا كنا سذج عندما صدقنا ان جماعة كولن جماعة خدمة وخير وإحسان انها اليوم تحولت الى راس حربة لضرب تركيا واضعافها في الداخل والخارج وليس فقط ضرب اردوغان، تصوروا انهم صوروا شريطا وثائقيا يدعون فيه ان النبي (ص) نزل من السماء وأمر اتباع جماعة كولن بكتابة تعليقات على التويتر يهاجمون فيها حكومة اردوغان هذه إساءة الى رسول الاسلام والى عقول اتباع الجماعة ) هذا وارتفعت حرارة المواجهة بين الأخوة الذين صاروا أعداء مع قرب الانتخابات الجماعية في نهاية شهر مارس حيث تكتسي هذه الانتخابات رهانا كبيرا بين حزب العدالة والتنمية والمعارضة خاصة وان جماعة كولن ( جماعة كبيرة لها نفوذ قوي في المجتمع التركي وزعيمها مقيم في أمريكا منذ20 سنة ) التي تحولت الى دعم احزاب قومية ويسارية في الانتخابات الاخيرة . هذا وتسربت الى الصحافة التركية قبل يومين لائحة من حوالي 700 شخصيات كانت موضوعة تحت التنصت غير القانوني من عناصر استخباراتية تابعة لجماعة كولن دون علم الحكومة ٫وهذا ما اغضب اردوغان الذي يسعى الى تصفية نفوذ الجماعة من اجهزة الدولة ولهذا عمد الى ثلاث إجراءات قوية وهي : اولا اعادة تشكيل المجلس الأعلى للقضاء الذي سيطرت عليه الجماعة قبل فترة من الان، ثانيا وضع تشريع جديد للأنترنيت لمنع توظيفه في نشر تسجيلات او أشرطة عن الحياة الخاصة للسياسيين وكبار المسؤولين، ثالثا إعطاء المخابرات إمكانية التنصت على اي مشتبه فيه بخرق القانون دون اذن القضاء مادام هذا الاخير تحت سيطرة جزء من الجماعة ولن تسمح بوضع المنتمين اليها تحت التنصت ان طلب الأمن ذلك من القضاء ، هذا وأثارت هذه الإجراءات احتجاجات قوية وسط المعارضة التي رأت فيها محاولة من اردوغان للرجوع عن الإصلاحات الديمقراطية ومحاولة التحكم في القضاء والأمن والانترنيت وذلك لإخراس معارضيه. اذا فاز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات المحلية وحافظ علي شعبيته كما تقول استطلاعات الراي فانه سيقترب من تحجيم خصمه في انتظار قص عنقه، لكن اذا أخفق الحزب في الحفاظ علي شعبيته فان جولة أخري في صراعه مع الجماعة ستبدأ