أبان الروائي الكويتي سعود السنعوسي عن موهبة روائية فذة في روايته «ساق البامبو»، التي توجت بجائزة البوكر السنة الفارطة. إذ يعتبر أبرز روائي كويتي في الوقت الراهن، إلى جانب الروائي المخضرم إسماعيل فهد إسماعيل. كان له موعد مع جمهور معرض الكتاب، مساء أول أمس بقاعة محمد العيادي، حيث أجاب عن أسئلة تمحورت أساسا حول روايته المتوجة. ساعة كاملة من الشغب الأدبي تلك التي قضاها جمهور المعرض، رغم قلته، رفقة الأديب الكويتي سعود السنعوسي، صاحب رواية «ساق البامبو»، التي توجت بجائزة البوكر العام الماضي. فرغم أن اللقاء لم يكن مخصصا لهذه الرواية، على اعتبار أن للكاتب رواية ثانية، إلا أن الأسئلة كلها انصبت على «ساق البامبو»، بما في تلك التي طرحها عبد الفتاح الحجمري، مسير اللقاء. تحدث السنعوسي عن الجدوى من الكتابة الروائية، حيث أشار إلى أن الكتابة ينبغي أن تساهم في التغيير، مشيرا إلى أنها غيرته هو نفسه. ورغم أنه يعترف أن التغيير بالكتابة مستحيل، إلا أنه أكد أن المجتمعات قد تتغير مع توالي الأصوات. إذ أن استحالة التغيير بالكتابة نابعة من غياب القارئ، لكن هذا لم يمنعه من القول إنه متفائل بمستقبل القراءة في البلدان العربية، مشيرا إلى مجموعات القراءة، التي تنشط في المقاهي والأندية والتجمعات التجارية الكبرى، الخ. وهذا يدخل، حسب رأيه، في إطار الحرية المفروضة قسرا على المجتمعات العربية، التي أصبح إخراسها مستحيلا. وردا على الحجمري، الذي اعتبر أن الرواية تبحث في معنى الهوية والوطن، الذي يتحول إلى شعور بخواء العالم، قال السنعوسي إن الرواية تفجر أسئلة الهوية والدين والعلاقات مع الآخر، موضحا أن هذا التفجير هو منطلق الرواية. وأضاف قائلا: «أحقن القارئ بهذه الأسئلة، وأوجعه بها، كما كنت موجوعا بها، وأريد أن أورطه في الإجابة عنها، في انتظار الوصول إلى هدف ما». من جهة أخرى، تحدث السنعوسي عن حيثيات تأليف الرواية، حيث أشار إلى أنه يفضل معايشة الموضوع، بدل قراءة المراجع، مثلما يفعل ربيع جابر أو أمين معلوف. وهنا أشار إلى أن قوة «ساق البامبو» نابعة من الدهشة التي ادخرها من معايشة المجتمع الفلبيني. إذ اعتبر أن قراءة المراجع عملية متعبة بالنسبة إليه. لكنه أوضح أن التقارير، التي سجلها أثناء إقامته في الفلبين، لم تظهر في الرواية، مشيرا إلى أن ما ظهر هو ما استدعته ذاكرته من هذه المعايشة. إذ اعترف أنها كانت تجربة غنية بالتفاصيل. وفي رده على سؤال للروائي المغربي أحمد المديني عما إذا كانت جائزة البوكر مدعاة للخوف على مشروعه وموهبته، اعترف السنعوسي أن هذا الأمر يمثل مأزقا له. لكنه أكد أنه تحرر نهائيا من سجن الجائزة، وأن لديه ما يريد قوله، مشيرا إلى أن عمله المقبل يخوض فيما يخيفه ويرعبه. والأهم هنا، في رأيه، هم أمنيته أن يقول أفضل ما لديه. غير أنه قال إن فوزه بالجائزة سُيِّس، حيث أوضح أنه تلقى برقية من أمير البلاد، وأن جميع الأطراف السياسية حاولت استغلال هذا الفوز، ساعية إلى جره إلى جنبها. واعتبر هذا الأمر مزعجا، لأنه لم يكن معارضا، ولا مواليا.