الحبوب الحمراء المعروفة ب«القرقوبي الإسباني» تنافس القرقوبي الجزائري بالمملكة بعدما أصبحت تصنع في المملكة في «مختبرات سرية منزلية» بالأحياء الشعبية في مدن الشمال، وتباع في السوق السوداء بأثمان مرتفعة مقارنة بسعر شراء المادة الخام الإسبانية التي تصنع منها. هذا جزء من حقائق مثيرة كشفها تحقيق مثير لصحيفة «إلموندو» الإسبانية، يوم أمس الخميس، تحت عنوان: «الحبة الحمراء الإسبانية التي تهيج المغاربة»، وأضاف أن هذه الظاهرة الجديدة تعكس «تهريب المخدرات المعكوس»، إذ في الوقت الذي تهرب منظمات إجرامية الحشيش المغربي إلى الجزيرة الإيبيرية، هناك شبكات إجرامية أخرى تهرب «القرقوبي» الإسباني إلى المغرب. التحقيق كشف أنه في كل يوم تخترق الحدود بين المدينةالمحتلةسبتة والداخل المغربي سيارات محملة بكميات كبيرة من حبوب المهدئات العصبية. جزء من هذه الكميات يوزع في شمال المملكة، فيما ترسل الكميات الباقية إلى المدن الساحلية المغربية، حيث يُستهلك «القرقوبي الإسباني» بكثرة، حسب ما اعترف به أحد مصنعي هذا المخدر بمدينة الفنيدق ل«إلموندو». المصدر ذاته أوضح أنه في تلك المختبرات المنزلية يتم أخذ «حبة حمراء» ويتم خلطها بفُتات الحشيش (ديشي) والطحين وملون أحمر، بعدها يتم صنع وإخراج «العديد من الحبوب الصغيرة» من تلك العجينة، ويتم بيعها فيما بعد ب20 درهما للشبان المغاربة في الشمال. وأضاف أن القرقوبي الإسباني ينتشر بين الشبان، وحتى الأطفال، في مدينة الدارالبيضاء، حيث «الحبة الحمراء يتم الحصول عليها بسهولة مقابل 10 دراهم». وأكد المصدر أنه في «شقة صغيرة في الفنيدق، في حي كونديسا، يوجد ما يشبه المختبر، حيث يصنع القرقوبي». أكثر من ذلك، يعلق المصدر على طريقة صناعة أحد الشباب المغاربة للقرقوبي قائلا: «وصفته قنبلة: مادة كلونازيبام المهدئة التي تقتنى من الصيدليات الإسبانية، دقيق، وفتات الحشيش، مع إضافة ملون أحمر». ولمعرفة حجم الأرباح الكبيرة التي تجنيها شبكات تهريب القرقوبي الإسباني، على حساب صحة الشبان والأطفال المغاربة، يبرز التحقيق أن الشبكة تشتري علبة واحدة تتكون من 60 حبة حمراء من الصيدليات الإسبانية ب40 درهما، ومباشرة بعد تهريبها إلى المغرب يصبح ثمن العلبة 1800 درهم، أي أن سعر كل حبة يصل إلى 30 درهما. التحقيق أشار، كذلك، إلى أن إحدى الشبكات الإجرامية زورت 50 ألف وصفة طبية اشترت بها «الحبوب الحمراء» وهربتها إلى المغرب مقابل أرباح قدرت ب9 ملايير سنتيم. في سياق متصل، كشف التحقيق أن الأبحاث الأمنية، التي بوشرت منذ أبريل 2015 بخصوص تزوير وصفات «الحبوب الحمراء» وتهريبها إلى المغرب، مكنت من اعتقال 110 متهمين، من بينهم مغاربة وإسبان ومن أمريكا الجنوبية. «إنهم منظمون بشكل جيد. زعماء الشبكة يزورون الأختام والوصفات الطبية، وآخرون يذهبون بها إلى الصيدليات الموجودة في المناطق الصغيرة، حيث من السهل خداعهم بهذا النوع من الوصفات»، يقول ضابط أمن إسباني، ويضيف أنه عندما يجمع المتعاونون مع الشبكة كميات كبيرة من «علب الحبوب الحمراء»، يقوم زعماؤها بإخراج الحبوب ولفها في أكياس بلاستيكية صغيرة، ويخبئونها في داخل السيارات التي تعبر المضيق صوب سبتة ومليلية، معترفا بصعوبة كشفها. التحقيق أوضح أن «كيلوغرام واحد من هذه الحبوب يشغل نفس مساحة كيلوغرام واحد من العدس، لذلك يتم تهريبها بدون مشاكل». وورد في التقرير، نقلا عن شهود عيان في مدينة الفنيدق، أن طالبا من طنجة يدرس الحقوق قضم جزء من يده اليمنى لأنه أخذ جرعات زائدة من القرقوبي الإسباني، مضيفا أنه «كان محتفلا، وأخذ 3 أو 4 حبات حمراء مخلوطة مع الخمر قبل أن يدخل في نوبة جنونية»، يقول صديق أحد ضحايا الحبات الحمراء. شاب مغربي آخر قطع لحمه بسكين حاد سيرا على نهج المشرملين، كما هو معروف في المملكة. التحقيق يورد حالة شباب اعتدوا على مومس بسبب مفعول الحبوب الحمراء.