أخيراً تمكن الكلب "ريكس" مساء يوم أمس الثلاثاء، من اعتناق الحرية ومغادرة "سجنه" داخل مطعم مهجور احتجزه بداخله صاحبه بعد أن قرر ترك مدينة مكناس والسفر إلى أمريكا والاستقرار فيها على الدوام. وعلم "اليوم24" من مصادر قريبة من الموضوع، أن لجنة مختلطة ضمت عون قضائي وممثل عن كتابة الضبط بالمحكمة الابتدائية وممثلين عن السلطات المحلية بحمرية بوسط مدينة مكناس والمصالح البيطرية التابعة للبلدية ووزارة الفلاحة، أشرفوا على عملية فتح باب المطعم وإخراج الكلب المحجوز بداخله، تنفيذا في سابقة تحدث بالمغرب للحكم الاستعجالي الصادر مؤخرا عن قاضي المستعجلات بابتدائية مكناس (حكم عدد 310/17 ، ملف عدد 99/2017 ). وأضاف المصادر ذاته، أن المصالح البيطرية نقلت الكلب داخل قفص خاص، وأخضعته لكافة الفحوصات البيطرية، قبل أن تسلمه إلى صاحبة الشكاية، نادية الداودي رئيسة "جمعية حماية الحيوانات والمحافظة على البيئة بالأطلس"، وبعد ما تسلمت الكلب أطلقت عليه اسم "ريكس"، وذلك بموجب منطوق الحكم الاستعجالي لابتدائية مكناس، والذي أمر بتسليمه الكلب إلى الجهة المدعية، والتي حملها الحكم القضائي مسؤولية إيوائه والعناية به وتوفير كافة مستلزماته في شروط بيئية سليمة. وقالت نادية الداوديرئيسة الجمعية التي تبنت قضية الكلب "ريكس"، إن المدة الزمنية الطويلة التي سجن فيها الكلب داخل المطعم، وهو مغلق عليه بإحكام بواسطة أقفال حديدية كبيرة الحجم، بدون أكل ولا شرب قبل أن يلتفت إليه المارة، الذين أحدثوا ثقباً بالباب لتمكينه من بقايا الأطعمة، قد أثر بشكل كبير، إذ بدا الكلب خلال معاينة وضعه من قبل المحققين، أنه يعاني الإعياء الهزال والضعف، بالإضافة إلى مشاكل في الحركة، نظراً لضيق المكان الذي كان يتحرك فيه وسط الأزبال وركام أجهزة المطعم المهجور. من جهته كشف المحامي يونس السراجي، محامي الجمعية التي تبنت قضية "الكلب ريكس"، أن إخراج الكلب من سجنه، جاء عقب مباشرته لإجراءات تنفيذ الحكم الاستعجالي المشمول بالنفاذ المعجل.
وأشاد المحامي بقرار رئيس المحكمة الابتدائية بمكناس بصفته قاضياً للمستعجلات على ملامسته القيمة لمطلب الجهة المدعية في مواجهة صاحب المطعم المهجور والذي سافر الى أمريكا تاركاً كلبه وراء أبواب مغلقة بإحكام.
يذكر أن قضية "الكلب ريكس"، خرجت إلى العلن عبر فيديو سجله بعض شباب مدينة مكناس، نهاية شهر يناير من العام الجاري، بعد أن لفت أنظارهم منظر كلب محتجز داخل مطعم مهجور بحي "حمرية" بوسط مدينة مكناس. وبعد نشره، حقق الفيديو، متابعة قياسية تجاوزت 20 ألف مشاهد على الموقع العالمي " يوتوب"، بعد أن تحولت قضية "كلب مكناس" إلى حالة مثيرة للجدل لاقت تعاطفاً على نطاق واسع بالعاصمة الإسماعيلية. الفيديو حرك جمعيات مكناس، وناشطين حقوقيين، هؤلاء مارسوا ضغوطاً على السلطات لأجل تحرير الكلب من سجنه.