لم يغب طيف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن لسان رئيسي فريقي الحزب ذاته في مجلسي النواب والمستشارين، سواء خلال الكلمة، التي ألقاها نبيل شيخي، أمس الثلاثاء، في مجلس المستشارين، أو خلال مداخلة إدريس الأزمي الإدريسي، مساء أول أمس الاثنين، في مجلس النواب. وقوبلت كلمات التنويه، والإشادة بمنهج بنكيران في الإصلاح، ومواقفه السياسية، ورفضه للاشتراطات، في إشارة إلى شروط أخنوش ومن معه، عندما كان مكلفا بتشكل الحكومة، (قوبلت) بتصفيات حارة ووقوف النواب تقديرا، وانحيازا له، على الرغم من إعفائه. ولم يخف إدريس الأزمي الإدريسي ما يعانيه مناضلو العدالة والتنمية، قواعد، وقيادات، من جراء قرار إعفاء عبد الإله بنكيران من قيادة الحكومة الحالية. وقال المتحدث نفسه إن قرار إعفاء بنكيران "حدث مؤلم، لاسيما بالنظر إلى دوره الإصلاحي القيادي، والأساسي، وفي ظل ما حصل عليه الحزب من نتائج، وصموده لما يناهز ستة أشهر، صونا لكرامة صوت المواطنات، والمواطنين، في احترام للتعيين الملكي والمبادئ الدستورية". وأضاف العثماني أنه بعد إعفاء بنكيران "قلب البجيدي يمنة ويسرة هذا القرار، وكل المعطيات، والضغوطات، التي يتعرض لها حزب العدالة والتنمية، في ظل مناخ دولي، وإقليمي، ووطني صعب، ووجدنا أنفسنا أمام خيارين اثنين، فاصلين، وحاسمين، أحلاهما مر. إما ان نعتذر عن المشاركة، وإما أن نواصل المشاركة بإصرار، وثبات وأمل على الرغم من كل التحديات، والمعوقات". وشدد رئيس فريق العدالة والتنمية على أن البجيدي لا يزال يمر من لحظة عصيبة فرديا، وجماعيا، وداخل مؤسساته. وأوضح أن قرار البحيدي بالقبول بقرار إعفاء بنكيران، وتعيين العثماني بدلا منه كان استحضارا لمرجعية، ومنهجية الحزب، وباعتبار أنه لم يكن، ولم يعد أكثر من أي وقت مضى ملكا لمناضليه، بل صار ملكا وأملا للوطن وللمواطنين، وأملا على مستوى الأمة ككل. وقال الأزمي: "قررنا أن لا نستسلم، وأن لا نخاطر برصيدنا في المساهمة في الإصلاح في إطار الاستقرار، وبوطننا، وبهذا التراكم الإيجابي الهائل، وبهذه التجربة الرائدة، والواعدة على مستوى المنطقة ككل". وأضاف المتحدث نفسه "لقد التزمنا بهذا الخط وبهذه المنهجية بكل شجاعة ومسؤولية طوال مسارنا السياسي، وخلال الربيع العربي، واتخذنا موقفا مسؤولا بانتصارنا للإصلاح في إطار الاستقرار، وواصلنا ونواصل مع شرفاء هذا الوطن هذا الخط الذي يجعل المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار". ولفت الأزمي الانتباه إلى أن هذا هو السياق، وهذه هي المنهجية، والمعطيات، التي أسست لموقف فريقه، وحزب العدالة والتنمية تجاه حكومة العثماني. وبين الأزمي أن "ما جاء بعده من دخول حزب، أو خروج حزب، ومن دخول شخص، أو خروج آخر، ما هو إلا تفاصيل حكمها، وتحكم فيها هذا السياق، وهذه المنهجية، وهذه المعطيات". واستدرك رئيس فريق حزب العدالة والتنمية في البرلمان "إن هذا التقدير السياسي كان قاسيا". وأكد الأزمي أنه "سنبقى كحزب موحدين ومجندين وراء جلالة الملك حفظه الله لمواصلة الإصلاح، وتاريخنا يشهد أن مواقفنا ومراجعاتنا لم تزدنا إلا وحدة ونضجا، وصلابة، وحماسا، وإسهاما في مسيرة وطننا نحو الرقي في مدارج الديمقراطية، والتنمية والعدالة الاجتماعية".
بدوره، نبيل شيخي قال في كلمة اليوم بمناسبة مناقشة البرنامج الحكومي بمجلس المستشارين "لا يفوتنا في هذه اللحظة أن نتقدم بأصدق عبارات الشكر للأستاذ عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة السابق على الإصلاحات الكبرى التي حققها مع باقي الحلفاء خلال الولاية الحكومية السابقة، وعلى الدينامية السياسية التي ساهم في إطلاقها في البلاد من أجل مصالحة المواطنين مع مؤسساتهم، وهو ما سيذكره له التاريخ المغربي المعاصر بمداد من الفخر والاعتزاز".
وأضاف شيخي "لن نزيد على ما قاله جلالة الملك في حقه حين أشاد "بروح المسؤولية العالية والوطنية الصادقة، التي أبان عنها، طيلة الفترة التي تولى خلالها رئاسة الحكومة، بكل كفاءة واقتدار ونكران ذات".