لم يكن يعتقد أيمن الحاج، لاجئ سوري الذي استقر به الحال، بعد محطات عديدة، بمدينة فكيك، أن رحلة الهروب من جحيم الحرب السورية سيتحول، في يوم من الأيام، إلى صراع مرير من نوع آخر، وهو البحث عن رحلة البقاء. تجاوزت محنة اللاجئ السوري، لوعة فراق بلده، وفقدان أهله قبل أربع سنوات، وتحولت إلى معاناة من نوع آخر، نتيجة فشله في إيجاده بلد يأويه، وأطفال صديقه، الذي توفي في بداية الحرب على سوريا، بعدما أخد على عاتقه تربيتهم. كان قدر ايمن الحاج، ومرافقيه، قطع مسافة طويلة، انطلاقا من سوريا، ومرورا بلبنان، ثم الأردن، وليبيا، والجزائر، ووصولا إلى المنطقة الحدودية بني ونيف، ومنها إلى فكيك مشيا على الأقدام لرحلة دامت زهاء 12 ساعة، وكله أمل في غد أفضل يحفظ ما تبقى من كرامة، مرغتها الحرب في وحل ساحة المعارك. ويروي ايمن في اتصال هاتفي مع "اليوم24″ من حدود المغربية الجزائرية، بعدما جمع أنفاسه" اعتقدنا أن المغرب سيعوضنا عن المآسي التي عشناها سواء في سوريا، أو خلال المحطات التي عبرناها، قبل أن نصطدم بواقع منعنا من ولوج الأراضي المغربية بعدما مهدت لنا السلطات الجزائرية الطريق، وفتح باب العبور في وجهنا". تابع بتأثر بالغ ظنا منهم أن بدخولهم للمغرب سيجدون ما افتقدوه في بلادهم. واستطرد أيمن بنبرة حزن :" اتينا نحن 40 شخصا بمعيتنا نساء واطفال وشيوخ الى التراب المغربي بعدما سهلت لنا السلطات الجزائرية عبورنا إليه، بحثا عن وطن يأوينا، لكن سرعان ماخاب ظننا بعدما منعتنا السلطات المغربية، بحجة ان المدينة لا يمكنها استعابنا نحن الأربعين شخصا". وأردف أيمن ل"اليوم24″، سحبت منا جوازات سفرنا، نفترش الأرض ونلتحف السماء، وبجانبنا عقارب تتحين الفرصة لتبحث في أجسادنا عن قطرة دم باقية، بعدما أبيحت دمائنا في المدن السورية. وأضاف :"حقوقنا هضمت في كل البلدان التي جعلناها مأوى ومحطة آمان لنا، لكن "ياخايب وين تروح هذا قدرنا"، تابع حديثه مع اليوم 24 بتأثر بالغ "شوفي احنا بدنا حل يا عالم بدنا نلم شملنا واهالينا تعبنا بدنا عيش كريم وشغل نجيب منو قوتنا" لتكون اخر الكلمات التي ينطقها قبل ان تفصل بطارية هاتفه. يذكر انه وصل حوالي 40 سوريا، مساء الإثنين الماضي إلى التراب المغربي عبر الحدود الجنوبية الشرقية مع الجزائر، وبالتحديد بالقرب من النقطة الحدودية بني ونيف بفكيك.