يستمر الجدل داخل حزب العدالة والتنمية حول التنازلات، التي قدمها سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أثناء مفاوضات تشكيل الحكومة. وفي الوقت الذي أكد سعد الدين العثماني في كلمته أمام نواب المصباح، صباح يوم الجمعة الماضي، أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية كانت وراء اتخاذ القرارات الكبرى في تشكيل الحكومة، بما في ذلك مشاركة الاتحاد الاشتراكي، قدم أكثر من عضو في أمانة المصباح رواية مناقضة لما ورد في كلمة رئيس الحكومة. أحد أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، طلب عدم كشف اسمه، قال ل"اليوم24″ إن مشاركة الاتحاد الاشتراكي لم تخضع للنقاش المطلوب داخل الأمانة العامة، لأن العثماني حجب المعلومة عن أعضاء الأمانة العامة، ولم يخبرهم بمشاركة الاتحاد إلا يومين قبل الإعلان عن التحالف. وأضاف المصدر ذاته أن "العثماني قبل بمشاركة الاتحاد الاشتراكي، ثم جاء ليخبرنا بقراره، ومن حقنا رفض ذلك، لقد وضعنا أمام الأمر الواقع، لم يترك لنا مجالا للنقاش، والتداول في الموضوع". عضو آخر في أمانة المصباح أوضح لموقع "اليوم 24″ أن العثماني قبل بمشاركة الاتحاد الاشتراكي، وظل يخفي المعلومة إلى حين انعقاد الأمانة العامة، يوم 23 مارس، إذ أخبرهم أنه لا حكومة من دون الاتحاد الاشتراكي، وأنه قبل بمشاركته". وأضاف المتحدث نفسه أن بنكيران كان يعرض المعطيات أمام الأمانة العامة، ويدلي برأيه، عكس العثماني، الذي قبل بمشاركة الاتحاد الاشتراكي، ثم جاء لعرض ذلك على قيادة الحزب، وهو ما يعني أن أمانة المصباح وضعت أمام الأمر الواقع، وكانت مضطرة إلى قبول أمر لم تشرك فيه، حتى لا يحسب على أعضائها أنهم عرقلوا مهمة تشكيل الحكومة".