بعد موجة السخرية الواسعة بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي خلفها تعيين أربعة وزراء يحملون جميعهم حقيبة تتعلق بالماء في حكومة العثماني، ظهر أحد الوزراء المعنيين بالماء، ويتعلق الأمر بشرفات افيلال (كاتبة الدولة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء مكلفة بالماء)، والتي أشرفت في أول ظهور لها يوم أول أمس الاثنين بأصيلا، على افتتاح الأيام التحسيسية لفائدة المنتخبين والقطاع الخاص والجمعيات البيئية بجهة "طنجة- تطوان- الحسيمة"، والتي تنظمها المؤسسة المتوسطية للتعاون والتنمية بالشمال ومؤسسة "كونارد أدناور" الألمانية، بشراكة مع مجلس جماعة أصيلة والمجلس الإقليمي لطنجة. هذا، وكشفت الوزيرة أفيلال خلال كلمتها في ملتقى أصيلا "حول الماء"، والذي يأتي بحسب المنظمين في سياق أجرأة اتفاقيات المناخ ما بعد قمة مراكش cop 22 والقمة المتوسطية للتغيرات المناخية والتي احتضنتها مدينة طنجة صيف 2016، (كشفت) أن "90 في المائة من الكوارث الطبيعية (الفيضان، والجفاف، وارتفاع مستوى البحار والمحيطات…) كلها مرتبطة بالماء وأزماته"، وشددت على أنه "اليوم الجميع مطالب بالانخراط في معالجة التقلبات المناخية، عبر وضع الماء في صلب الاهتمام"، تقول أفيلال، تماشيا مع ما أسفرت عنه توصيات قمة "كوب 22 بمراكش"، والتي حرص خلالها المجتمع الدولي المائي على المرافعة وإبداء الاهتمام اللازم واللامشروط لجعل الماء على نفس مستوى الطاقة، سواء في قمة باريس أو قمة مراكش. ودعت أفيلال في ختام كلمتها في "لقاء أصيلا حول الماء"، والذي غاب عنه رئيس الجهة إلياس العماري، (دعت) الجماعات المحلية والمنتخبين بالمدن والقرى والجهات والأقاليم والعمالات، إلى إيلاء الماء ومشاكله أهمية كبرى في مخططاتهم التنموية الآنية والاستراتيجية، معتبرة أن المنتخبين باختلاف مستوياتهم التمثيلية، هم أول من يجد نفسه في خط المواجهة وتحمل المسؤولية أمام السكان في حالة حدوث مشكل بيئي أو أزمة مائية في المدن والقرى والأقاليم. نفس خلاصة الوزيرة أفيلال انتهى إليها رئيس المؤسسة المتوسطية للتعاون والتنمية بالشمال المنظمة للملتقى "محمد السفياني"، والذي أكد بأن "تنزيل إعلان مراكش لقمة الأطراف "كوب 22" في الجانب المتعلق بالبيئة والماء، هو دور المنتخب المحلي والجهوي والإقليمي بمختلف المدن والقرى المغربية، لكنه ركز في نفس الوقت على ضرورة انخراط المؤسسات العمومية والحكومية المركزية والقطاع الخاص وأيضا المجتمع المدني، والذي بدونه لا يمكن تفعيل مجموعة من أهداف وقرارات "قمة المناخ" على الصعيد المحلي. من جهته، اكتفى حسن الناصري، ممثل "مؤسسة كونارد أدناور" الألمانية، والتي شاركت في تأطير ملتقى أصيلا "حول الماء"، (اكتفى) بالتعريف بأهداف المنظمة الألمانية وشراكاتها مع القطاعات الحكومية والمنتخبة وجمعيات المجتمع المدني بالمغرب في مجالات عدة، ذكر منها قضية الهجرة، واللامركزية والجهوية الموسعة والبيئة، أما ممثلة "جهة "طنجة- تطوان- الحسيمة"، آسية بوزكري، والتي نابت عن رئيس الجهة، فنوهت بما تقوم به الجهة من مجهودات لخدمة البيئة، تضمنتها مشاريع هامة ضمن المخطط التنموي الذي أعدته الجهة مؤخرا، حيث أكدت نائبة إلياس العماري على دور المنتخبين في نهج سياسية القرب مع المواطنين والمواطنات في مجال المناخ، وطالبت الحكومة بتمكينهم من كل الوسائل وتيسير عملهم لتطويق الاختلالات المناخية وجعل الماء والمناخ في صلب اهتمام المجالس المنتخبة.