ينظر الإسبان إلى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين، بعد إعفاء الملك محمد السادس لعبدالإله بنكيران، بعين الرضا، إلى درجة أن الحكومة الإسبانية هنأته وأعربت له عن استعدادها للتعاون معه. أكثر من ذلك، فالقطب السوسي حظي باهتمام مجموعة من المنابر الإعلامية المحترمة بإسبانيا، والتي أشار بعضها إلى أن الطبيب النفساني أصبح "قريبا من تشكيل الحكومة"، لأنه مدعوم من الملك وحزبه والأحزاب الأخرى، إلى درجة أن موقع "الكوريو دبلوماتيكو" وصفه ب"الورقة التي لعبها الملك السادس بذكاء بعد عودته من الرحلة الإفريقية" لتجاوز "البلوكاج" السياسي. هذا الاهتمام دفع "الكوريو دبلوماتيكو" إلى إقناع العثماني بمنحها أول حوار له باعتباره رئيس حكومة مكلف. هناك الكثير من المواضيع التي يمكننا الخوض فيها، ولكن ما رأيك لو نبدأ بالعلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا؟ أنا سعيد جدا بالحديث إليكم عن العلاقات الثنائية بين البلدين. أنت تعرف أفضل من أي شخص آخر حجم تعاطفي الصادق والعميق مع بلدكم منذ سفرنا معا إليه في منتصف عام 2005. وعندما كنت على رأس وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، حاولت فعل كل ما هو ممكن لتعزيز العلاقات بين البلدين. لذلك يجب أن نضع في الحسبان أن كل حالات سوء الفهم المفترضة بين المملكتين يتم تجاوزها دائما ببراعة وذكاء، ذلك لأن العلاقات بين البلدين هي طيبة ومتينة. أكثر من ذلك، تجمعنا جغرافيا واحدة (المنطقة المتوسطية)، وتاريخ مشترك غني؛ وفي الأخير، حسن الجوار. بكل صراحة، العلاقة المغربية الإسبانية استراتيجية. كيف تلقى حزب العدالة والتنمية تكليفكم بتشكيل الحكومة؟ نحن حزب موحد وهذا هذا هو مصدر قوتنا. لا يجب الخلط بين النقاش الحيوي والتوترات الداخلية. من الطبيعي أن نتناقش كثيرا، هذا هو جوهرنا الديمقراطي وهكذا يجب أن تكون الأمور. علاوة على ذلك أن هذا هو المنصوص عليه في النظام الأساسي لحزبنا. للإشارة، في الحزب نناقش وننتقد، لكن الجميع يمتثل للقرارات التي تتخذها الهيئات التمثيلية التي وجدت لهذا الغرض. المجلس الوطني الذي انعقد يوم السبت الماضي تبنى وبالإجماع توجيهات تشكيل الحكومة. بصراحة أشعر بدعم كبير جدا. يتحدث الكثيرون عن وزن حركة التوحيد والإصلاح.. هل هي جماعة دينية في قلب حزب العدالة والتنمية؟ كما تعرف جيدا، هذا نصف الحقيقة. لا أحد يناقش الوزن الإيديولوجي لحركة التوحيد والإصلاح، لكن العدالة والتنمية حزب سياسي مستقل منذ ولادته في قلب الحركة الشعبية الديمقراطية الدستورية التي أسسها عبدالكريم الخطيب (مقرب من الملك الحسن الثاني)، وفي كل مرة تزداد هذه الاستقلالية، رغم الحفاظ على علاقة خاصة مع حركة التوحيد والإصلاح. وخير دليل على هذا أنه ليس من الضروري أن تكون عضوا في التوحيد والإصلاح لكي تصبح سياسيا في حزب العدالة والتنمية. زد على ذلك أن الكثير من برلمانيي الحزب ليسوا منخرطين في التوحيد والإصلاح. كيف ينظر رئيس الحكومة المكلف إلى الوضع بالمغرب؟ وهل تجد نفسك قادرا على تشكيل حكومة بسرعة؟ أنا إيجابي ومتفائل، قريبا سوف يغلق هذا القوس من التباينات. الحكومة الجديدة …؟ (يتساءل)، سياستي تقوم على اليد الممدودة والمفتوحة، وإن شاء الله أعتقد أنها ستتشكل بسرعة. المغرب لن يسمح ببقائه في قاعة الانتظار لتشكيل الحكومة. نعم، ننطلق من وضع دولي وإقليمي صعب، ولكن، بطبيعة الحال، نحن سنخرج من كل هذا وسنمضي قدما لخدمة وطننا. نحن بحاجة إلى هواء نقي، وفي هذا الصدد، أود الإشارة إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس لعب دورا حاسما في تجاوز "بلوكاج" الوضع السياسي. من ناحية أخرى، فإن التوجيهات الملكية تذهب بالمغرب إلى لعب دور استراتيجي من الدرجة الأولى في القارة الإفريقية، وذلك من خلال بناء جسر مستقبلي واعد بين أوروبا وإفريقيا. عن موقع "الكوريو دبلوماتيكو" الإسباني.