لازالت تفاعلات التصريحات المثيرة التي أطلقها حاكم إمارة الشارقة بدولة الإمارات، سلطان بن محمد القاسمي، المتعلقة باستقلال الجزائر عن الإستعمار الفرنسية، مستمرة في الأوساط الشعبية الجزائرية. وكشف في هذا السياق، محمد لهوازي، الصحفي بموقع جريدة "الشروق"، أن التصريح المفاجأ لحاكم الشارقة، أثار ردود أفعال كبيرة على المستوى الحزبي والشعبي "لا أقول الرسمي لأنه غائب تماما.. فوزارة الخارجية لم تصدر أي بيان"ن يضيف لهوازي في إتصال مع "اليوم24". وتابع نفس المتحدث، بالقول بأن الأحزاب السياسية، وبالنظر إلى أنها لا تفصلها عن محطة الانتخابات التشريعية سوى شهر، إستغلت الأمر، ونددت على إختلاف توجهاتها بهذه التصريحات خلال تواصلها مع أعضائها في مختلف ولايات البلاد. وعلى المستوى الشعبي، كشف نفس المتحدث أنه كان هناك تفاعل كبير على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي، ولعل أبرز المتفاعلين مع ما راج في هذه المواقع، محي الدين عميمور، وزير الثقافة السابقة، والدبلوماسي الجزائري الذي عاش في منطقة الخليج، حيث استنكر التصريحات وإن بتحفظ على حد تعبير المصدر ذاته. وتساءل عميمور، وفق نفس المتحدث، عن رد فعل الثورية الجزائرية، في إشارة منه إلى وزارة المجاهدين، وأيضا الجمعيات التاريخية، المهتمة بالموضوع، والتي لم تتفاعل الى حدود الساعة مع هذه التصريحات. وفي الوقت الذي غابت الجزائر الرسمية عن ردود الفعل التي أعقبت هذه التصريحات، خرج قبل ساعات، وزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، بسلسلة من التدوينات على حسابه الرسمي على "تويتر"، حاول من خلالها تهدئة الوضع، حيث قال في الأولى أنه "لا يجوز التشكيك بحب الإمارات للجزائر ولثورتها وتضحياتها، والبعد الذي تطرق له الشيخ سلطان القاسمي أحد جوانب صراع قاده شعبه ملحميا بتضحياته". وأضاف قرقاش في الثانية "الإستقلال الجزائري وليد تضحيات الشعب ومقاومته عبر ثورة تاريخية كبرى، والأدوار الإقليمية والدولية جزء مساند من المشهد، وقاريء التاريخ يدرك ذلك"، قبل ان يضيف في التدوينة الموالية أن "الثورة الجزائرية أحد أهم فصول التحرر الوطني وعلامة فارقة في تفكيك عصر الإستعمار الأوروبي، التضحية الأسطورية للشعب مكنت الحرية و الإستقلال"، ليختم مسلسل التدوينات هذا بتدوينة قال فيها بأن "ثورة الجزائر تتجاوز في بعدها الإطار العربي، لتكون معبرا عن مرحلة التحرر الوطني في التاريخ الإنساني. التضحية بالنفس و النفيس حققت الإنجاز". ورغم هذا الموقف، إلا ان الصحفي لهوازي، قال بأن هذه التدوينات تبقى ملاحظات "لا ترقى إلى مستوى الإعتذار"، قبل أن يضيف "ربما هذه التوضيحات تهدء نوعا ما من حدة الغضب". هذا وكان حاكم الشارقة، قد أورد قبل أيام بالعاصمة البريطانية لندن، أمام جمع من الصحفيين، على هامش معرض الكتاب بعاصمة الضباب، حوارا بين الجنرال ديغول، وشخصية ثانية تتمتع بثقافة واسعة ومعرفة بالعرب، وسأله ديغول عن كفية كسب ود العرب، فأخبره محاوره، بأن ذلك يتم بكسب ود جمال عبد الناصر. غير أن الأخير يكسب وده هو الأخر من منح الاستقلال للجزائر "فتحدث ديغول أمام الملأ الأن عرفتهم عرب (أي الجزائريين) وعمل ديغول على استقلال الجزائر" يضيف حاكم الشارقة.