بيل غيتس يرى في مواصلة تقديم المساعدات للدول عملا يصب في مصلحة الشعب الأميركي (رويترز) قال مؤسس شركة مايكروسوفت إن قطع واشنطن المعونات الخارجية عن دول العالم يجعل الولاياتالمتحدة أقل أمانا. وأضاف -في مقال نشرته له مجلة تايم الأميركية في عددها الأخير- أن حكومة الولاياتالمتحدة تدرس إمكانية تقليص برامج الصحة والتنمية في أنحاء العالم بشكل كبير. وتُعد واشنطن أكبر المتبرعين نفوذا في العالم. وأوضح بيل غيتس أنه يتفهم الأسباب التي تجعل دافعي الضرائب الأميركيين يتوجسون من إرسال أموالهم إلى الخارج بدلا من إنفاقها بالداخل. وقال إن الرد على هذا القلق يكمن في أن الصرف على مثل هذه المشاريع من شأنه الحفاظ على أمن أميركا. والمعروف أن غيتس أنشأ هو وزوجته مؤسسة بيل وميليندا غيتس التي تُعنى بالأعمال الخيرية في أنحاء العالم. وقدمت مؤسسته الكثير من الدعم المادي لمحاربة مرض الإيدز والأوبئة المتفشية في دول العالم الثالث، كما قدمت المؤسسة المساعدة للطلاب على مقاعد الدراسة على شكل منح دراسية. وقال غيتس إن الترويج للمشاريع الصحية والأمنية والاقتصادية من شأنه تعزيز الاستقرار في المناطق المضطربة من العالم. وأضاف أنه تعلم درسا من تجاربه في مجال الأعمال الخيرية. وأشار في هذا الصدد إلى أنه عندما أقدم على تنفيذ مشاريع صحية وتنموية لأول مرة قبل أكثر من 15 عاما كان دافعه الرئيسي إنقاذ أرواح الناس وتحسين معاشهم حول العالم. ولطالما كانت الحكومة الأميركية أكبر ممول لحملة محاربة شلل الأطفال لسبب وجيه هو حماية مواطنيها، ومساعدتهم في تجنب أي وباء قادم لاسيما من أمراض تعد أشد فتكا من إيبولا. ثمة نموذج آخر يتمثل في البرنامج الأميركي الدولي لمكافحة أعراض نقص المناعة المكتسب (إيدز) الذي بدأ في عهد الرئيس جورج بوش الابن. ولا تقتصر فوائد تقديم المساعدات للخارج على هذه الجوانب فحسب، بل إنها تعود بالنفع على أميركا في تسويق منتجاتها بالأسواق العالمية وتقوي زعامتها للعالم. وختم بالقول إن المعونات التي تقدمها أميركا للعالم الخارجي لا تتجاوز 1% من الموازنة العامة.